توفي 239 من ضيوف الرحمن منذ بدء القدوم لموسم الحج الحالي وحتى نهاية يوم أمس الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن إدراة الإحصاء التابعة للمديرية العامة للجوازات، اليوم السبت، أن عدد الحجاج القادمين من الخارج منذ بدء القدوم حتى نهاية يوم أمس بلغ مليون و325 ألف و137 حاجا، توفي منهم 239 (دون ذكر جنسياتهم). وأوضحت أن عدد الحجاج القادمين عن طريق الجو بلغ مليون و246 ألف و660، وعن طريق البر 65 ألف و754، وعن طريق البحر 12 ألف و723. وأشارت إلى أن عدد الحجاج القادمين لنفس الفترة من العام الماضي نقص 52 ألف 182 حاجا بنسبة قدرها 3.8%. وكانت السعودية قد قررت للعام الرابع على التوالي تخفيض عدد حجاج الداخل بنسبة 50%، وعدد حجاج الخارج بنسبة 20% ، بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي. وفي نهاية مايو الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية أن "الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفريضة الدينية للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب"، حسب بيان أصدرته آنذاك. بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين". وشهدت الأيام القليلة الماضية حرب تصريحات بين طهرانوالرياض تبادل فيها الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن منع حجاج إيران من أداء الفريضة هذه العام. واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين"، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج. وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل "روح الله الخميني"، حجاج بيت الله الحرام من مواطني بلاده برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية. وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء ل"التنظيمات الإرهابية".