أكد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي أن “أجهزة الأمن على جاهزية تامة لمواجهة أي تصرف يعكر صفو الحج”، مبيناً أن بلاده ” تمنع منعاً باتاً” استغلال الحج “لأغراض سياسية أو دعائية لأي جهة كانت وسوف تضبط أجهزة الأمن من يقوم بذلك”. جاء هذا في تصريحات صحفية له مساء الخميس عقب رعايته الحفل السنوي لاستعراض قوات أمن الحج والأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1436ه/2015 م. وأكد الأمير الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس لجنة الحج العليا، أن حادث سقوط رافعة بالحرم المكي يوم الجمعة الماضي ” لن يؤثر بأي حال من الأحوال على خطط وبرامج الحج”. كما بين أن بلاده “لا تزال محل استهداف دائم وخطير من هذه الجماعات الإرهابية التي تقف وراءها دول وتنظيمات وجماعات إرهابية متعددة التكوين ومتباينة المقاصد”. وقال الأمير محمد بن نايف خلال التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية: “إن المملكة العربية السعودية واجهت بكل عزم وحسم الأعمال الإرهابية خلال السنوات الماضية والتي لم تراع حرمة الدين ولا المقدسات ولا أرواح الآمنين”. وذكر أن “أجهزة الأمن بمختلف قطاعاتها على جاهزية تامة لمواجهة أي تصرف قد يعكر صفو الحج أو يعرض حياة ضيوف الرحمن للخطر”. وشدد على أن “المملكة تمنع منعاً باتاً استغلال هذا الموسم العظيم لأغراض سياسية أو دعائية لأي جهة كانت وسوف تضبط أجهزة الأمن من يقوم بذلك لتطبيق أحكام الله عليه كائناً من كان”. واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيرا لحجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها “البراءة من المشركين”. وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل “روح الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا”و “الموت لإسرائيل”؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية. وإعلان البراءة من المشركين عند “الخميني” واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونه “لا يكون الحج صحيحاً”. وطلب الخميني من الحجاج، الإيرانيين وغير الإيرانيين، المشاركة فيها، و”إطلاق صرخة البراءة من المشركين، والملحدين في جوار بيت التوحيد”. وفيما يتعلق بسقوط الرافعة بالمسجد الحرام وتأثير ذلك على سير أعمال وخطط الحج لهذا العام ، قال الأمير السعودي “لن تؤثر هذه الحادثة بأي حال من الأحوال على خطط وبرامج الحج التي أعدتها الجهات المعنية والتي تأخذ في الحسبان ما يطرأ من حالات في هذا الموسم العظيم الذي تحتشد فيه جموع الحجيج في أزمنة وأماكن محدودة ومتطلبات أمنهم وسلامتهم وسهولة تحركاتهم أثناء أدائهم لمناسك وشعائر الحج.” وكانت رافعة كبيرة سقطت داخل الحرم المكي الجمعة الفائت، أدت إلى مصرع 107 أشخاص وإصابة 238 آخرين، بحسب الدفاع المدني السعودي. وأصدر العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز″، أمرًا بصرف مليون ريال (نحو 267 ألف دولار)، لذوي المتوفين ولكل مصاب بإصابة بالغة نتج عنها إعاقة دائمة، و500 ألف ريال (133.5 ألف دولار) للمصابين الآخرين، في حادث سقوط رافعة بالمسجد الحرام الجمعة الماضي، والذي أسفر عن وفاة 107، وإصابة 238 آخرين. وحول تمكين أداء القادمين من اليمن للحج هذا العام، قال ولي العهد إن “المملكة ترحب بقدومهم لأداء هذا الركن العظيم وتعمل على تسهيل إجراءات دخولهم إلى المملكة وتمكينهم من أداء مناسكهم أسوة بإخوانهم المسلمين من مختلف دول العالم”. وأردف قائلا ” لكن الذي يعيق حجهم في واقع الحال هي أعمال الحوثيين وأعوان نظام علي عبدالله صالح الذين ألحقوا الضرر بأمن اليمن وسلامة أبنائه واستقرارهم ويحاولون أن يجعلون من مآسي الشعب اليمني الذين هم السبب الرئيس فيها دعاية تخدم أهدافهم وغايتهم المكشوفة والتي يدركها أبناء الشعب اليمني ويعرفون جيداً مواقف المملكة تجاههم قيادة وشعباً”. وأضاف قائلا “وقد وجهنا خادم الحرمين الشريفين بتقديم كافة التسهيلات للحجاج من أبناء الشعب اليمني لتمكينهم من أداء مناسك الحج لهذا العام ونحن نعمل من أجل تحقيق ذلك إن شاء الله ” . وإزاء الضربات الاستباقية في العمليتين الأخيرتين بالرياض لإحباط مخططات ينوي تنفيذها الإرهابيون يوم الأربعاء الماضي ، قال الأمير “محمد بن نايف” إن “أجهزة الأمن في المملكة على يقظة تامة ومتابعة دقيقة لتحركات الجماعات الإرهابية وعناصرها في الداخل والخارج ولا تزال المملكة محل استهداف دائم وخطير من هذه الجماعات الإرهابية التي يقف وراءها دول وتنظيمات وجماعات إرهابية متعددة التكوين ومتباينة المقاصد”. وبيّن ان “أجهزة الأمن السعودية تعمل وفق منهجية أمنية فاعلة لإحباط العمل الإرهابي قبل وقوعه وكشف أبعاده ومخططاته والقيام بعمليات أمنية استباقية من قبل أجهزة الأمن لمنع هذه التنظيمات الإرهابية من تنفيذ مخططاتها وتتبع عناصرها والمتعاونين معها والممولين لنشاطاتها والداعمين لها داخلياً وخارجياً ورصد تحركاتها وجمع المعلومات اللازمة عنها لمباغتها في أوكارها الإجرامية من خلال عمليات أمنية نوعية ” . وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، الأربعاء الماضي، القبض على شقيقين يشتبه بانتمائهما “للفئة الضالة” في إشارة إلى انتمائهما للجماعات الإرهابية- بالرياض، بعد تبادل إطلاق نار معهما، فيما أشارت إلى فرار آخرين عند محاولة اعتقالهم في موقع آخر بالعاصمة. وكشفت السلطات الأمنية عن ضبط كمية كبيرة من الأموال والذخيرة والأسلحة في الموقعين.