أفادت سفارة المغرب في الرياض، أمس الأحد، بأن مواطنا مغربيا مقيما بمكةالمكرمة منذ سنة 2007 كان من بين ضحايا حادث سقوط رافعة في المسجد الحرام، يوم الجمعة الماضي. وأوضحت السفارة، في بلاغ لها، أنه "تبعا لبلاغها الصحفي ليوم 12 شتنبر الجاري بخصوص تفقد أحوال المواطنين المغاربة على إثر سقوط رافعة في المسجد الحرام، وفي إطار الأبحاث والتحريات الإضافية التي التزمت بها، يؤسفها أن تعلن عن وفاة مواطن مغربي في الحادث المذكور، وهو مقيم بمكةالمكرمة منذ 2007 ". وأضافت أنه تم صباح أمس التعرف على الفقيد من طرف أسرته بعد سماح السلطات السعودية بولوج مستودع الأموات المسمى "المعيصم" بمكةالمكرمة. وأشار البلاغ إلى أنه، بناء على رغبة أسرة الفقيد وطلبها، قامت مصالح القنصلية العامة بجدة بإعداد الوثائق الضرورية حتى يتسنى دفنه بمكةالمكرمة. وكانت سفارة المملكة المغربية بالرياض أفادت، أول أمس السبت، بأنه لم يتم تسجيل أية حالة وفاة لحد الآن في صفوف الحجاج المغاربة على إثر حادث سقوط رافعة في الحرم المكي. وأوضح بلاغ للسفارة أنه لم يتم، بحسب المعلومات الأولية المتوفرة، تسجيل أية حالة وفاة لحد الآن في صفوف الحجاج المغاربة، وأنه تم في المقابل تسجيل ثلاثة إصابات اثنتان منهما خفيفتان لم يستدع نقلهما إلى المستشفى وحالة واحدة توجد بمستشفى النور تحت المراقبة الطبية ووضعها مستقر ولا يدعو للقلق. وأضاف المصدر ذاته أنه تنفيذا للتعليمات الملكية تم توجيه مصالح السفارة وطاقم بعثة الحج المغربية وكذا مصالح القنصلية العامة بجدة للتنقل إلى عين المكان لمتابعة الوضع والتأكد من سلامة الحجاج المغاربة وزيارة المستشفيات والجهات السعودية المختصة. ووفقا لآخر حصيلة رسمية صادرة عن السلطات السعودية, لقي 107 شخصا مصرعهم واصيب 238 آخرون بجروح في حادث سقوط رافعة في المسجد الحرام بمكةالمكرمة وكان الدفاع المدني السعودي اشار الى تساقط امطار "متوسطة الى غزيرة" وأظهرت صور تم تناقلها على شبكات التواصل الاجتماعي الى صاعقة ربما اصابت الرافعة مما ادى الى سقوطها. وصرح احمد بن محمد المنصور المتحدث باسم رئاسة شؤون المسجد الحرام في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية ان قسما من الرافعة سقط عند الساعة 17,10 مساء بالتوقيت المحلي "نتيجة العواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة". وتناقلت عدة وكالات إخبارية عن شهود عيان منهم عاملون بالحرم المكي أنهم شاهدوا الرافعة تقع بعد ان ضربتها صاعقة. وأضاف بعض الشهود أنه "لولا جسر الطواف لكانت الاصابات والخسائر في الارواح اسوأ", في اشارة الى الممر المسقوف المحيط بالكعبة والذي اصطدمت به الرافعة عند سقوطها. وأمر امير مكةالمكرمة خالد الفيصل بفتح تحقيق في الحادث. ودعا ناشطون على الانترنت المقيمين في مكة الى التبرع بالدم في مستشفيات المنطقة. وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي جثثا غارقة في الدماء في القسم الذي هوت فيه الرافعة على سطح المسجد. واظهر تسجيل عرض على يوتيوب اشخاصا يصرخون ويركضون بعيد سماع دوي كبير. كما تشاهد سحابة كبيرة من الغبار في التسجيل. وعادة ما يكون المسجد الحرام مكتظا يوم الجمعة. ويأتي الحادث في الوقت الذي يستعد فيه مئات اللآلاف من المسلمين من مختلف انحاء العالم لأداء فريضة الحج. وأعلنت وكالة انباء السعودية الجمعة ان قرابة 800 الف حاج وصلوا الى السعودية ويجري في الوقت الراهن تنفيذ مشروع كبير لتوسيع مساحة المسجد الحرام 400 الف متر مربع, مما يتيح استقبال 2,2 مليون شخص في وقت واحد. لذلك فان المسجد الحرام محاط بعدد كبير من الرافعات لتنفيذ هذه الاشغال. ولم يشهد الحج اي حوادث كبيرة في العامين الأخيرين وفي يناير 2006 , توفي 364 حاجا دهسا بعد حالة ذعر بين الحشود بينما كان العدد 251 في العام السابق. وفي يوليوز 1990 قضى 1990 حاجا غالبيتهم اختناقا داخل احد الانفاق. كما أكدت السلطات السعودية أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد رغم الكارثة. وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لدى تفقده المسجد الحرام "سنحقق في الاسباب وبعدها سنعلن النتائج للمواطنين", وفق ما اوردت وكالة الانباء السعودية الرسمية. وقال مسؤول سعودي طلب عدم ذكر اسمه "هذا لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم اصلاح القسم المتضرر على الارجح خلال أيام". وبدت جموع المصلين غفيرة ظهر السبت في وقت الصلاة في المسجد الحرام. ولا يزال قسم من موقع سقوط الرافعة مغلقا.وقال شهود ان سعوديين وأجانب تجندوا مباشرة بعد وقوع الحادث للتبرع بالدم. وبدأت لجنة تحقيق عملها في حين صدرت اوامر لمقاول المشروع بتامين باقي الرافعات المنصوبة في المسجد الحرام. وتحيط بالمسجد الحرام عدة رافعات تستخدم في انجاز مشروع ضخم لتوسعة الحرم وقال مهندس يعمل مع شركة المقاولات التي تشترك في تطوير الحرم المكي ان سقوط رافعة البناء "قضاء وقدر" وليس بسبب خلل فني. ولم تكشف السلطات حتى الان جنسيات الضحايا.واكدت بعض الدول وجود ضحايا منها على غرار اندونيسيا (قتيلان و31 جريحا) وماليزيا (10 جرحى و10 مفقودين) الهند (قتيلان و15 جريحا) وايران (15 جريحا) ومصر (23 جريحا). وقالت وكالة الانباء السعودية ان الملك سلمان تقدم بتعازيه لاسر الضحايا وزار مستشفى يعالج فيه الجرحى وبينهم ايرانيون وأتراك وأفغان ومصريون وباكستانيون.