بعد شهور طوية من التأجيل، عقد حزب البديل السياسي أخيرا مؤتمره التأسيسي، في غياب أبرز الوجوه التي كانت حاضرة في مراحل تأسيسه الأولى. وعقد الحزب مؤتمره في مدينة المحمدية، اليوم السبت تحت شعار "الثقة في الشعب هي البديل"، بحضور لحسن الداودي وزير التعليم العالي وتكوين الأطر كممثل عن حزب العدالة والتنمية، وكريم التاج عن حزب التقدم والاشتراكية، إضافة إلى الشافعي مصطفى عن فدرالية اليسار الديمقراطي، وعبد الرحمن العزوزي الأمين العام للفدرالية الديمقراطية للشغل. وغاب عن المؤتمر ابرز الوجوه التي كانت في الصفوف الأولى في المراحل الأولية للإعداد للحزب كطارق القباج وعبد العالي دومو، وكذا رضا الشامي، والذين ابتعدوا عن أنشطة الحزب منذ فترة. واستهل أعضاء الحزب الجديد مؤتمرهم بقراءة الفاتحة على أرواح "شهداء اليسار بالمغرب: المهدي بن بركة، عمر بن جلون، محمد كرينة، عبد الرحيم بوعبيد، أحمد الزايدي"، كما تم رفع شعار "الزايدي ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح". وأكد علي اليازغي، الذي القى كلمة افتتاحية بصفته عضوا للجنة التحضيرية لمؤتمر البديل الديمقراطي، على أن الحزب يجعل ضمن أهدافه "إعادة الاعتبار للتربية السياسية"، مشددا على أن الحزب الذي صار رقم 35 في الساحة السياسية الوطنية "هو "ضرورة مجتمعية وإرادة جيل جديد يحمل بدائل جدية لأعطاب وإعاقات في المشهد السياسي في كل الجوانب". وزاد اليازغي أن الحزب الذي انبثق عن تيار "الانفتاح الديمقراطية" المنشق عن حزب الاتحاد الاشتراكي، يضع نصب أعينه "إمكانيات الاستقطاب الواعد خصوصا في فئة الشباب، وبعيدا عن الاستقطابات الحادة للقوى المحافظة"، وفق تعبير المتحدث الذي أوضح أنه يقصد "التيارات الموجودة على يمين المجتمع أو يمين الدولة، والمرتكزة على سلطة الدين أو سلطة الجاه". ويؤكد حزب البديل الديمقراطي على أنه يقوم على " العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية وكرامة المواطن" ، وذلك عبر بناء ديمقراطية متأصلة بمضامين اقتصادية وسياسية وثقافية لتحقيق تنمية متوازنة ومتعادلة، مشددا على أنه ينشد الملكية البرلمانية ك"أفق للبناء الديمقراطي"، الأم الذي يتطلب " تدرجا وإسهامات حقيقية لترسيح الديمقراطية في ممارساتنا السياسية".