في الحوار التالي تتحدث مصممة الأزياء سميرة حدوشي عن غياب القفطان المغربي من الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش٫ كما تعلق على شكل ظهور الفنانين المغاربة على البساط الأحمر شخصيات من مختلف المجالات حلت ضيفة على الدورة 13 لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، لماذا أقصي المصممون من هذه التظاهرة؟ أولا مصممو الأزياء لم يغيبوا عن هذه التظاهرة، بل حضر بعضهم، ولكنهم للأسف لم يحضروا تلبية لدعوة رسمية. لا أدري لماذا لم توجه أية دعوة رسمية لأي من المصممين المغاربة؟ وحاليا هناك العديد من التساؤلات التي نطرحها في هذا الإطار، خصوصا أن علاقة مصممي الأزياء جد وطيدة بالفنانين وبالتظاهرات المماثلة، ويكفي أن نلقي نظرة على لائحة ضيوف المهرجانات العالمية، حيث تتم دعوة مصممي الأزياء وأيضا مصممي المجوهرات لأن هؤلاء هم من يسهمون في إظهار ضيوف هذه التظاهرات في أحسن حلة.
انتقادات كثيرة وجهت لإطلالات الفنانين المغاربة خلال هذه التظاهرة، ما رأيك في الأزياء التي اختارها ضيوف المهرجان من المغاربة خلال مرورهم على البساط الأحمر؟ خلال يوم الافتتاح وحتى أول أمس كانت جميع الأزياء التي رأيناها على البساط الأحمر جد عادية وتغيب عنها اللمسة الإبداعية، ربما وقع تحسن طفيف في آخر يومين وذلك كنتيجة للانتقادات الكثيرة التي وجهت لإطلالات الفنانين. سابقا كان حتى الفنانون الأجانب يرتدون القفطان المغربي للأسف لم نر ذلك خلال الدورتين الأخيرتين، بل الأكثر من ذلك، حتى الفنانات المغربيات لم يعد لهن كثير اهتمام بالزي المغربي ولا بإطلالتهن بشكل عام خلال تظاهرات مماثلة.
لماذا في رأيك لا يعطي الفنانون المغاربة اهتماما لإطلالاتهم على البساط الأحمر كما هو الحال في الخارج؟ ذلك راجع أساسا إلى الافتقار للثقافة، المرور فوق البساط الأحمر أمر مهم جدا والإطلالة الخاصة بهذه التظاهرات تتطلب استعدادا ومجهودا. يكفي أن يبحث الشخص في المهرجانات الدولية ويرى كيف يستعد الفنانون الأجانب لهذه التظاهرات وكيف يتجندون إلى جانب المصممين لضمان إطلالات مناسبة.
كيف يتم عادة التعامل بين الفنانين والمصممين للتحضير لهذه التظاهرات؟ هناك تعاقد، فمثلا حين حلت ويتني هيوستن بالمغرب لإحياء حفلة في إطار مهرجان «موازين» تعاقدنا مع مصممها الخاص على أساس إلباسها مقابل أن تتضمن أي صورة تنشر لها بالقفطان توقيعي بصفتي مصممة الزي. الفنانون عادة يتصلون بنا ونقوم نحن بإجراء بحث عنهم وبعدها يجري الاتفاق بيننا وبينهم، المشكل بالنسبة إلى الفنانين المغاربة أنهم في تظاهرات كبرى يتصلون بنا في آخر لحظة، أي يوما أو يومين قبل الحدث، وهذا سلوك غير مهني وغير محترف لأن التحضيرات الخاصة بالمهرجانات تحتاج إلى الوقت الكافي واللازم حتى تكون الإطلالة النهائية في مستوى الحدث.
ذكرت أنه حتى الفنانين الأجانب كانوا يرتدون الزي المغربي في دورات سابقة من المهرجان، لماذا غاب هذا التقليد مؤخرا؟ أولا، أعتبرها خسارة كبيرة ومن المؤسف صراحة ألا نغتنم تظاهرة في حجم مهرجان مراكش لتسويق القفطان. شخصيا بذلت مجهودا كبيرا في المهرجان منذ دوراته الأولى لإبراز الزي التقليدي المغربي وألبست العديد من ضيوف المهرجان، سواء المغاربة أو الأجانب، ولكن خلال آخر سنتين توقفت لأنني وعدد من المصممين لم نعد قادرين على خوض هذا «الجهاد» لوحدنا، خصوصا ونحن لا نتلقى حتى دعوة رسمية للحضور، الأمر يحتاج إلى تنسيق وعمل تساهم فيه أطراف عديدة.
هناك اختلاف بين المصممين حول مبدإ عصرنة القفطان المغربي، ما رأيك في هذا الأمر؟ أنا لست ضد العصرنة. أريد أن يبقى القفطان المغربي أصيلا ولكن في نفس الوقت من الممكن أن تدخل عليه لمسات عصرية.