حولت قصة "اختطاف واغتصاب" طفل في أولى سنوات العمر حي ليساسفة الشعبي، في الدارالبيضاء، يوم أمس الأربعاء، إلى واحة نحيب..الصغار والكبار..الأهل والجيران..كلهم تحولوا إلى "أبطال لوحة حزن" مرسومة بريشة السواد بعد مطالعتهم جسد الصغير عمران مدفونا تحت التراب وقلبه ما يزال ينبض. الأمس فقط، كان الحي فارغا، باستثناء الزنقة "8" في بلوك "د"، حيث يوجد منزل الطفل عمران، ضحية اختطاف واغتصاب، والذي عثر عليه وسط حفرة، بعد أن حاول مغتصبه التخلص من جسده الصغير بعد إشباع رغبته الجنسية المتوحشة. في حدود الساعة العاشرة من مساء أمس، وصل "اليوم24" إلى منزل عائلة الطفل الضحية، الأجواء داخل البيت كانت أشبه بمأتم. أمام الباب، اجتمع الجيران، الرجال والنساء، وحتى الأطفال لم يخلفوا الموعد، وحضروا بكثافة إلى منزل عائلة عمران، وتجمهروا أمام الباب، منتظرين دورهم للدخول وزيارة الوالدة المكلومة، فعلى الرغم من ضيق مساحة البيت إلا أنه كان مملوءاً عن آخره. وما إن تطأ قدماك باب المنزل، تسمع صوت البكاء والصراخ، جيران وأقارب متضامنون، وأجواء الحزن تخيم على المكان، والكل يذرف الدموع حزنا على اغتصاب براءة طفل من قبل ذئب بشري نهش جسده الصغير. الأصوات تتعالى، ولا كلمة تذكر غير "الله يأخذ الحق". وسط غرفة صغيرة في الطابق الأول من المنزل، تستلقي الأم المكلومة على ظهرها في حالة انهيار تام، بالكاد تحرك أصبعها للإشارة إلى قريبتها للحديث معها. حالة الأم استمرت ساعات طوال، قبل أن تستجمع قواها، وتحكي لليوم "اليوم24" تفاصيل الجريمة. وقالت إن ابنها "بعد عودته من المدرسة، أول أمس الثلاثاء، طلب من والدتي أن تحضر له شيئا يأكله داخل محل البقالة الذي تشتغل فيه أسفل المنزل، قدمت له كأس شاي، لكنه أعاده لها لتبريده بدعوى أنه ساخن جدا.. في أقل من دقيقة، وقت إحضار كأس لتبريد الشاي، اختفى ابني عن الأنظار"، تحكي الأم بكلمات تخرج بصعوبة من بين شفتيها الشاحبتين وعيناها ثابتتان نحو مصباح الغرفة لا تتحركان. الجدة، وبعد ساعات من البحث أمام محل البقال وفي الزقاق المجاور، تسللت إليها فرضية اختطاف حفيدها، لتنتقل رفقة الأم إلى الدواوير المجاورة :"حينها، أحسست أن ابني يتعرض للاعتداء والاعتداء الجنسي بالتحديد.. إحساسي كأم كان قويا جدا.. طلبت من اخواني، وجيران الحي البحث في دوار الكالوطي، بقيت أصرخ باسم ابني لعله يتجاوب مع اسمه ويفلت من قبضة مختطفه.. لكن ساعات البحث في الليل لم تؤت أكلها"، مردفة بصوت مخنوق والدموع تنهمر من عينيها :"مرتكب الاعتداء مجرم محترف وذكي، فعوض الذهاب به إلى الكالوطي (مكان مهجور، عثر به لأكثر من مرة على مغتصبين وضحاياهم)، قاده إلى الخلاء، وبالضبط الى إقامة قصبة الأمين.. هناك، اغتصبه ووضعه وسط حفرة ورمى فوق جسده التراب، بعد أن وجه له ضربات على مستوى الرأس في محاولة لقتله"، تضيف الأم التي انفجرت باكية. الوالدة المكلومة، وصلها خبر العثور على ابنها في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، بعد أن عثر عليه عدد من التلاميذ. الخبر نزل على رأسها كالصاعقة، لكنها أبت إلا أن تذهب إلى مكان العثور على ابنها. هناك، ومن هول المشهد، سقطت مغمى عليها:"كل ما أتذكره، أنني رأيت رجل من الوقاية المدنية يحمل ابني بين يديه، كان يرتدي قميصه الأخضر، وعار من الجزء السفلي.. فتحت عيني وأنا داخل سيارة الإسعاف إلى جانب صغيري الذي يحمل كدمات على مختلف أنحاء جسمه الصغير". اغتصب الطفل عمران من طرف "وحش" مجهول الهوية، إلى حدود الآن، دفن جسده الصغير وقلبه مازال يدق. الطفل البالغ من العمر 4 سنوات يصارع في هذه اللحظات الموت بالعناية المركزة، فيما الأم المكلومة تتألم، وعلى لسانها جملتين لا غير "الله يأخذ الحق" و"الله يخلص الفاعل".