كيف سيتمكن طفلي من لغته الأولى رغم التحاقه بمدرسة دولية تعلمه لغة مختلفة عن لغة المنزل؟ رغم حرص الكثيرين على التحاق أبنائهم بمدارس دولية لتنمية مهاراتهم التعليمية والسلوكية، تظل هناك بعض التخوفات لدى الأمهات من تعرض الأطفال إلى الارتباك عند تعلمهم أكثر من لغة في نفس الوقت وفي مرحلة عمرية مبكرة. هذا التساؤل يدور في أذهان الأمهات: هل سن الرابعة أفضل في تعلم لغة جديدة؟ أم أن الأنسب تأجيلها لعدة سنوات بعد التمكن من مفردات اللغة الأولى؟ كثيراً ما ننبهر بالأطفال الذين يجيدون أكثر من لغة في سن مبكرة، لكننا نشعر في الوقت ذاته أن ذلك يشكل عبئاً عليهم، إلا أننانسي رودس مديرة مركز تعلم اللغات الأجنبية بواشنطن اعتبرت تعلم لغة جديدة للطفل من الأمور الهامة حالياً، سيما فيما نعيشه من تطور وتواصل مستمر مع الثقافات المختلفة، "فتعرض الطفل للغة أخرى سيجعل منه شخصاً أكثر إبداعاً، ويزيد من مهارات ووظائف المخ في مرحلة عمرية مبكرة". متى نبدأ؟ عمر الثانية أو الثالثة ليس مبكراً للغاية لتعلم مفردات لغة جديدة، ولا يشترط أن يرتبط ذلك بالأطفال من أبوين مختلفين في اللغة، ذلك أنه كلما بدأت في تعليم طفلك للغة مبكراً، تمكن من نطق الأصوات واللكنات بصورة أفضل من الكبار، خاصةً أن القدرة على تمييز الصوتيات تصل ذروتها عند سن الثالثة، ثم ما يلبث الطفل يفقد هذه المهارة تدريجياً، بحيث يشكل تعلم اللغات في الكبر صعوبة أكبر. ولذلك فإن تعرض الأطفال إلى البرامج التليفزيونية أو الفيديوهات الطريفة أو الأغاني سيمكنه من الأدوات الأساسية لتعلم اللغة الثانية، كما أن أحد أفضل الطرق لتعلم لغة جديدة هي الاستماع للمحادثات من خلال الناطقين بها، فإذا كان لدى الأسرة أصدقاء أو جيران أو مربية ممن يتحدثون اللغة الثانية، فاطلب منهم التحدث مع الطفل كثيراً لالتقاط الأصوات واللكنة بصورة دقيقة. ثق بطفلك، فلديه مهارة فهم ما تقصد من اللغة الثانية دون أن تقوم بترجمة ما تقوله بلغته الأم، فإذا كنت تردد لطفلك كلمة "bonne nuit" قبل الذهاب إلى السرير سيدرك لاحقاً معناها دون أن تقوم بتحفيظه ماذا تعني بالعربية. ورغم أن البالغين والأطفال لديهم القدرة على تعلم المفردات بصورة متساوية، فإن قدرة الأطفال على استيعاب الأصوات تظل أفضل، وبصورة عامة يظل تعلم اللغة قبل 6-9 سنوات الأنسب لاستقبال لغات جديدة. لغة الأسرة.. ولغة المدرسة تعاني بعض الأمهات من مشكلة ازدواج اللغة، سواء بسبب الهجرة أو الدراسة بلغة مختلفة عن لغة الأبوين، ربما يشكل ذلك صعوبة لدى الطفل في مرحلة عمرية مبكرة، وقد لا يتمكن من تحصيل عدد كبير من الكلمات والمفردات، إلا أن مجموع المفردات في كل من اللغتين يصبح مناسباً لعمره، ولا يؤثر ذلك على نطقه أو حصيلته اللغوية لاحقاً. وبحسب موقع baby center المختص بشؤون الأطفال، فإن أنسب عمر لتعلم اللغة هو الثالثة، والأفضل لتعلم لغة ثانية هو ما قبل الخامسة – وتحديداً بين 4 و7 سنوات -، وذلك أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية "يمتصون" ما يستقبلون بسهولة ودون جهد وفي وقت أقل.