قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، اليوم السبت، إنها تؤيد تشديدا واضحا لقواعد طرد طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الألماني حتى بأحكام مع وقف التنفيذ. وقالت ميركل، في تعليق على تحرشات جنسية وقعت في كولونيا ليلة رأس السنة، بعضها لطالبي لجوء: "إذا ارتكب لاجئون جريمة" فإنه "لا بد أن يكون لذلك عواقب (..) معنى ذلك أن حق (الإقامة) الذي ينتهي إذا صدرت عقوبة بالسجن حتى مع وقف التنفيذ". وخلال اجتماع في ماينس (جنوب غرب) لقادة الحزب المحافظ للمستشارة الألمانية تم الاتفاق على المطالبة بأن يكون تطبيق إسقاط حق اللجوء في ألمانيا أكثر منهجية في حالة ارتكاب جريمة. وسيتعين بحث هذا الأمر مع الحزب الكبير الأخر في الائتلاف الحكومي الاشتراكيون الديمقراطيون. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي: "من المهم تعديل القانون حين لا يكون كافيا"، معتبرة أن في الأمر أيضا "مصلحة كبيرة للاجئين". وينص القانون الالماني حاليا على طرد طالب اللجوء إذا حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات على الاقل، لكن شرط أن لا تكون حياته أو صحته مهددتين في بلده الاصلي. وشهدت ألمانيا تدفق 1,1 مليون طالب لجوء في 2015 وأثارت حوادث تحرش جنسي في كولونيا انتقادات لسياسة فتح السلطات الحدود امام طالبي اللجوء. وفي السياق ذاته تفكر ألمانيا في توسيع لائحة البلدان التي تعتبر آمنة بالنسبة للاجئين، لتشمل دولا مثل المغرب والجزائر، بعد أن ضمت إليها مؤخرا دول البلقان الذين لم يعد بإمكانهم الحصول على وضع لاجىء في المانيا. هذا وارتفعت حصيلة المتهمين الذين تعرفت الشرطة الألمانية على هويتهم، والذين يشتبه في تورطهم في عمليات سرقة وتحرش واغتصاب نساء في ساحة الكاتدرائية الشهيرة بمدينة كولونيا الألمانية، ليلة رأس السنة الجديدة. وتمكنت السلطات الأمنية الألمانية من التعرف على 31 مشتبها به بارتكاب سرقات واعتداءات جسدية، منهم 18 شخصا تقدموا بطلب اللجوء، من جنسيات أغلبها عربية، ويتعلّق الأمر بتسعة جزائريين وثمانية مغاربة، وخمسة إيرانيين، وأربعة سوريين، وألمانيان، وعراقي وصربي وأمريكي. وعثرت الشرطة الألمانية لدى أحد المشتبه بهم على ورقة دُوّنت عليها عبارات باللغة العربية وترجمتها بالألمانية، من قبيل "نهود جميلة"، و"أريد ممارسة الجنس معك"، و"سأقتلك"، وذلك وفق ما نقلته صحيفة "تلغراف" البريطانية. يذكر أن أزيد من 170 امرأة تعرّضت لاعتداءات مختلفة ليلة السنة الجديدة في كولونيا، 113 منهن تعرضن لاعتداء جنسي، من طرف حشود غفيرة من الشباب المغاربيين، وذوي "الملامح العربية" الذين تسببوا في حالة فوضى عارمة في مدينة كولونيا الألمانية، وأثاروةا حالة من الهلع لدى المواطنين، تحديدا في محطة للقطارات، حيث تعرضت النساء للسرقة والتحرش.