يدخل المخرج ادريس اشويكة بعد يومين بلاطوهات التصوير لإنجاز فيلم تاريخي يحتفي بالمقاوم الزرقطوني، المخرج أكد ل«أخبار اليوم» أن الإعداد للفيلم جعله يؤمن بأن الشعب المغربي صار بلا ذاكرة بسبب سياسة الدولة قال المخرج السينمائي ادريس اشويكة إن المغاربة تحولوا إلى شعب بدون ذاكرة، لعدم اهتمام الدولة بصفة عامة بذاكرة الوطن، وبإحيائها في ذاكرة شباب المغرب، مضيفا أن المواطن صار ملهيا ومهموما بالمعيش اليومي، في الوقت الذي أُقصي فيه التاريخ، الذي يعد مساهما مهما في بناء وتكوين الشخصية الوطنية. المخرج الذي يبدأ، بعد يومين، تصوير فيلمه الطويل عن الشخصية الوطنية الزرقطوني، أكد في حديثه ل«اليوم24» أن ذلك يتجلى بوضوح في عدم اهتمام الدولة بإنتاج أفلام تاريخية عن المغرب، وفي أجوبة الشباب حول أسئلة حول الشخصيات التاريخية للمغرب التي لا يعرفون عنها غير أسمائها المطلقة على الشوارع وبعض المؤسسات. وفي معرض حديثه عن الإعداد لتصوير فيلمه الذي استغرق أزيد من ثلاثة أشهر، صرح اشويكة للجريدة أنه اكتشف خلال الفترة سالفة الذكر أن حوالي 5O شركة مغربية كانت في الأربعينات والخمسينات، وما تزال إلى الآن، هي أيضا بدون ذاكرة، حيث طرق أبوابها للاستعانة بأرشيفها حول منتوجات سنوات الخمسينات، في الديكور والاكسسوار (أغلفة المواد مثلا القهوة او الشاي والسكر والبوطاكاز) (لومبالاج)، دون أن يتأتى له ذلك «هاد الشركات ما عطاتنا ولا وقيدة»، يقول اشويكة، بسبب انعدام أرشيف لديها، «كل ما يتوفر عليه أرشيفها هو تاريخ تأسيسها الذي تكتبه على مواقعها على الانترنيت، 1930 مثلا»، يقول المخرج قبل أن يضيف «أنه حتى إذا توفرت بعض هذه الشركات على أشياء معينة فإنها مهملة، وترد عليك إن بحثت عنها «لا وقت لنا لهذه الأشياء». وهو ما يؤكد، حسب المخرج، «أننا شعب بلا ذاكرة». وأكد المخرج أن السينمائي عليه واجب حفظ ذاكرة الوطن بالصورة، لذلك فالأفلام التاريخية مهمة جدا. «لكن في المغرب يصعب علي كمخرج مثلا التغلب على المشكل المادي، لأن إخراج فيلم تاريخي، كما هو معروف، يتطلب إمكانيات أكبر من التي يتطلبها فيلم عادي»، يورد ادريس اشويكة ويضيف إن هذا الأمر يزداد ضغطه «في ظل عدم وجود جهات تدعم هذا النوع من الأعمال، سواء خاصة أو عمومية، ومنها قنوات التلفزيون التي لا تساهم كما هو مفروض في هذه الأعمال، تبعا لم هو مسطر في دفتر تحملاتها». وتجدر الإشارة إلى أن ميزانية التي يستند إليها المخرج في اخراج عمله هي 4 مليون درهم من لجنة الدعم، التي يقو إنه أخذ منها نسبة 25 في المائة قبل أن يبدأ التصوير، من أجل التحضير، ومساهمة شركة إنتاج خاصة، و»مساهمات عينية لأفراد يعشقون السينما ويحبون بلدهم، من خلال اكسسوارات وسيارت خاصة تمثل المرحلة التي سيصورها الفيلم وهو ما يشجعنا، بالإضافة إلى مساعدة الممثلين والتقنيين الذين يشتغلون إلى جانبنا بأجور بسيطة»، يقول اشويكة. ويلعب دور البطولة «عبد الرحمان» في الفيلم الذي سيصور مدينة آسفي ونواحيها، الممثل عبد الإله رشيد، الذي شارك في فيلم «يا خيل الله» لنبيل عيوش، إلى جانب الممثلة الشابة ربيعة رفيع، والفنان محمد خيي، وخديجة عدلي وفضيلة بنموسى، التي تلعب دور أم البطل «لالة زهور»، وادريس كريمي، وعدد من الممثلين. وبخصوص شخصية الزرقطوني فسيجسدها الممثل الشاب أحمد عمراني، وهو دور مهم له مشاهد كثيرة تنتهي في النصف الأول من الفيلم بانتحار الزرقطوني.