استعانت عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية (المعروف اختصارا ب"بسيج")، والتابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، بطائرات هيلكوبتر تابعة للدرك، وآليات متطورة، خلال عملية مداهمة منازل تسعة مشتبه فيهم بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية خطيرة بالمغرب. وكشفت مصادر ل"الصباح" أن عناصر المكتب والدرك الملكي قامت بتدخل فريد من نوعه وغير مسبوق، إذ تمت تغطية تدخل "بسيج" بطائرات هيلكوبتر قامت بعملية مسح جوي للمنطقة، تحسبا لوقوع إطلاق نار، أو هجوم مسلح، خاصة وأن الخلية وصفت ب"الخطيرة". وذكرت اليومية ذاتها أن التدخل جنب المغرب حمام دم قبيل احتفالات رأس السنة، بالنظر إلى الأسلحة النارية والذخيرة الحية التي ضبطت خلال المداهمة، مضيفة أن العمليات تمت في توقيت واحد تفاديا لهروب المشتبه فيهم. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية قد أعلن، أمس الجمعة، أنه تمكن من تفكيك خلية إرهابية خطيرة موالية لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، تتكون من تسعة عناصر ينشطون بالقنيطرة وسلا وقصبة تادلة ودوار "غرم لعلام" (جماعة دير لقصيبة، إقليمبني ملال) و"أيت إسحاق" (إقليمخنيفرة)، وذكر أنه سخر وسائل ومعدات متطورة أثناء عمليات مداهمة وإيقاف المشتبه فيهم، قبل نقلهم إلى مقرات إقامتهم من أجل استكمال إجراءات التفتيش والحجز. وقد كشف التتبع أن أفراد هذه الخلية، الذين وصفهم ب"المتشبعين بالنهج الدموي ل"داعش"، بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لمشروع إرهابي خطير، بتنسيق مع قادة ميدانيين لهذا التنظيم، بهدف تنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة وبث الرعب في صفوف المواطنين. وأضاف بلاغ لوزارة الداخلية، توصل "اليوم 24′′ بنسخة منه، أن الموقوفين تلقوا تعليمات من هذا التنظيم الإرهابي للقيام برصد منشآت ومواقع حيوية ببعض مدن المملكة، من أجل استهدافها باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، وذلك وفق المخططات التوسعية ل"داعش" خارج مناطق نفوذه. كما أفاد البحث أن أفراد هذه الخلية كانوا على صلة وثيقة بمقاتلين مغاربة بصفوف "داعش" بكل من سوريا وليبيا للحصول على الدعم اللوجستيكي اللازم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. هذا وقد تم حجز أسلحة نارية وذخيرة حية خلال عملية المداهمة بحي "الوفاء" بمدينة القنيطرة. كما تم العثور بحوزة عناصر هذه الخلية على أسلحة بيضاء وسواطير، بالإضافة إلى منشورات تدعو "للجهاد" و"التكفير" ومخطوطات تشيد بما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، وكذا رسومات تجسد لراية هذا التنظيم الإرهابي.