بعد أزيد من ثماني سنوات عن إعلان المغرب رغبته في بناء مصفاة ثانية لتكرير البترول في الجرف الأصفر، عاد عبد القادر اعمارة، وزير الطاقة والمعادن، ليؤكد من جديد أنه سيتم إحداثها قريبا. اعمارة في الندوة، التي نظمتها أسبوعية " لافي إيكو"، حول تحديثات تحرير قطاع المحروقات، أكد أن المغرب يتوجه نحو إحداث مصفاة ثانية، مشيرا إلى أنه يتوجب توضيح الرؤية بالنسبة إلى الفاعلين في قطاع المحروقات. ويأتي تصريح الوزير بعد توقف "لاسامير" عن تكرير البترول في الخامس من غشت الماضي بعد تراكم الديون عليها. ويعتبر الباحث المغربي في مجال البترول، عمر الفطواكي، أن بناء مصفاة جديدة بمثابة زيادة الطين بلة، موضحا أنه بدل إعلان الوزير بناء مصفاة جديد لا بد من إيجاد حل لأزمة "لاسامير" مع السعودي محمد حسين العامودي، رئيس شركة "كورال بيتروليوم"، المالكة لأزيد من 67 في المائة من رأسمال الشركة لعودة تدوير المصفاة. الى ذلك، أوضح عمر الفطواكي، الخبير في شؤون الطاقة، في اتصال مع "اليوم 24″، أن بناء مصفاة ثانية حلم مستحيل تحقيقه في الظروف الراهنة، لافتا الانتباه إلى أن المغرب يصعب عليه إيجاد مستثمرين لبناء المصفاة بعد قرار الأبناك الدولية بعدم منح قروض لتمويل مشاريع لها علاقة بالبترول. وأكد الفطواكي أن المغرب لابد من أن يتوفر على مصفاة خاصة به، وأن لا يترك شركات توزيع المنتجات البترولية تتحكم في السوق الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن شركة الاستثمارات البترولية: "إيبيك" الإمارتية كانت تبنت مشروع بناء مصفاة لتكرير البترول في المغرب عام 2008، عبر تعبئة استثمارات بقيمة 21 مليار درهم مغربي، غير أن المشروع توقف لأسباب غير معروفة. وتعود فكرة بناء مصفاة ثانية للبترول إلى الفترة، التي شهدت حريق مصفاة المحمدية في نونبر 2002، حيث دعا الموزعون، بقيادة مجموعة "أكوا"، إلى تنويع مصادر التزود بالبترول، في الوقت نفسه، الذي اقترحوا فيه على "لاسامير" نقل نشاط مصفاة المحمدية إلى الجرف الأصفر.