رحب جمال باعامر، مدير عام الشركة المساهمة المغربية لتكرير النفط «سامير»، بخطة الشركة الإماراتية «إيبيك» لبناء مصفاة لتكرير البترول بالجرف الأصفر بالمغرب. وعبر باعامر، خلال الندوة الصحفية السنوية التي عقدها بالدار البيضاء لتقديم النتائج السنوية ل«سامير»، عن استعداد الشركة المغربية للدخول في شراكات مع شركة الاستثمارات البترولية الإماراتية، قبل أن يشير إلى أن «سامير» مستعدة لبناء مصفاة في الجرف الأصفر، في حالة عدم تنفيذ الإماراتيين لخطتهم، وذلك بعد أن تحصل عائدات الاستثمار الذي تنجزه بالمحمدية. وأشار إلى أن بناء مصفاة يستدعي اليوم استثمارا يتراوح بين5 و6 ملايير دولار، مضيفا أن بناء مصفاة بالجرف الأصفر سيستغرق ما بين 5و7 سنوات، وهي الفترة التي يرتقب أن تسترجع فيها «سامير» عائدات الاستثمار في تحديث مصفاة المحمدية والذي يقدر ب9 ملايير درهم. وكان مجلس إدارة شركة الاستثمارات البترولية «إيبيك» صادق على مشروع لبناء مصفاة لتكرير البترول بالجرف الأصفر بالمغرب، عبر تعبئة استثمارات بقيمة 3 ملايير دولار. وستمكن المصفاة من تكرير 10 ملايين طن من البترول سنويا، وهو سقف يتجاوز الطاقة الإنتاجية لشركة «سامير» التي تصل إلى 7.75 ملايين طن سنويا. وشدد باعامر على أن وجود مصفاة ثانية بالمغرب من شأنه التخفيف من المصاعب التي تجدها « سامير» في تزويد السوق المغربي بالمحروقات، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة الطلب. وبخصوص نتائج السنة الفارطة، أبرز باعامر أن أرباح شركة «سامير» وصلت إلى 421 مليون درهم، مقابل 435 مليون درهم في سنة 2006، مسجلة تراجعا بنسبة 3.1 في المائة، هذا في الوقت الذي انتقل فيه رقم المعاملات من 29 إلى 31 مليار درهم بزيادة بنسبة 8.1 في المائة. وأضاف أن الفائض الخام للاستغلال ارتفع بنسبة 71.8 في المائة في السنة الفارطة، قافزا إلى 735 مليون درهم، مقابل428 مليون درهم في سنة 2006، وفي نفس الوقت انتقلت نتيجة الاستغلال من 378 إلى 491 مليون درهم، بزيادة بنسبة 29 في المائة. وأكد أن البترول الخام المكرر وصل في السنة الفارطة إلى 6.3 ملايين طن، مقابل 6.2 ملايين طن في سنة 2006 بزيادة بنسبة 1.9 في المائة، هذا في الوقت الذي بلغت فيه المبيعات 6.7 ملايين طن بزيادة بنسبة 4.8 في المائة. و أشار إلى أن الشركة استثمرت 6.1 ملايير درهم منذ انطلاق إنجاز مشروع عصرنة مصفاة المحمدية، منها 3.3 ملايير درهم في سنة 2007، حيث يروم مشروع العصرنة تحسين الإنتاجية التي ستمكن من رفع قدرات التكرير و تثمين التكرير الذي سيرفع إنتاجية الغازوال من 15 إلى20 في المائة على حساب الفيول والمطابقة مع المعايير البيئية الأوربية في مجال المحروقات وجودة الهواء عبر إنتاج الغازوال 50PPM و10PPM و البنزين الخالي من الكبريت والرصاص. وأضاف أن الغلاف الإجمالي للمشروع يصل إلى 9.1 ملايير درهم، 3.6 ملايير درهم عبر الأموال الذاتية و 4 ملايير درهم عبر قروض طويلة الأمد لدى بنوك مغربية و1.5 مليار درهم عبر اللجوء إلى التوفير العمومي من خلال سندات القرض، مشيرا إلى أن تقدم الأشغال تجاوز 82 في المائة في أبريل 2008. وتوقع أن يرتفع الطلب الوطني على المحروقات سنويا بين 2009 و2014 بحوالي 3.6 في المائة، حيث ينتظر أن يتنقل من 9.6 ملايين طن في 2009 إلى 11.4 مليون طن في 2014، وذلك بالنظر إلى الحركية الاقتصادية التي يعرفها المغرب والحاجيات النوعية من زيت الفيول التي يتطلبها إنتاج الكهرباء. ويرتقب أن يفضي برنامج الاستثمار، الذي يمتد من 2008 إلى 2012، إلى استبدال الوحدات القديمة لترشيح البترول الخام بوحدة جديدة بطاقة استيعابية سنوية تعادل 4 ملايين طن وتحسين فعالية الطاقة بما يتيح الرفع من مردودية البرميل انسجاما مع توصيات « سولومون» و وضع البنى التحتية اللوجستيكية للتزويد والتوزيع.