قال مدير المحروقات والوقود في وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية، سعيد العوفير، إن القرار النهائي القاضي بإنشاء مصفاة ثانية لتكرير البترول بالجرف الأصفر بالمغرب سوف يتخذ قبل نهاية السنة الجارية. ونقلت وكالة «رويترز» عن العوفير أول أمس الاثنين قوله إن ثمة مباحثات جارية مع مستثمرين من أجل إنشاء تلك المصفاة، التي سوف تصل طاقتها الإنتاجية إلى 200 ألف برميل في اليوم. وكان المغرب عبر قبل ثلاث سنوات عن رغبته في بناء مصفاة ثانية لتكرير البترول في الجرف الأصفر باستثمار ثلاثة مليارات دولار من أجل إنتاج عشرة ملايين طن من البترول بغية تأمين تزويد المغرب بالبترول وتصديره إلى الخارج. ويتوفر المغرب على مصفاة واحدة لتكرير البترول تابعة لشركة «سامير»، ويرتقب أن تساعد المصفاة الثانية على تلبية الطلب على المحروقات، الذي يزيد ب10 في المائة سنويا في المغرب. وتعود فكرة بناء مصفاة ثانية للبترول إلى الفترة التي شهدت حريق مصفاة المحمدية في نوفمبر 2002، حيث دعا الموزعون، بقيادة مجموعة «أكوا»، إلى تنويع مصادر التزود بالبترول، في نفس الوقت الذي اقترحوا على «سامير» نقل نشاط مصفاة المحمدية إلى الجرف الأصفر. وكانت شركة الاستثمارات البترولية الإماراتية «أيبيك» عبرت قبل حوالي ثلاث سنوات عن نيتها بناء مصفاة لتكرير البترول بالمغرب، عبر تعبئة استثمارات بقيمة ثلاثة مليارات دولار، حيث قيل آنذاك إنها ستمكن المصفاة من تكرير 10 ملايين طن من البترول سنويا، وهو سقف يتجاوز الطاقة الإنتاجية لشركة «سامير» التي تصل إلى 7.75 ملايين طن سنويا. وراجت أخبار في العديد من المناسبات تشير إلى أن المجموعة الإمارتية سوف تتولى إنجاز مشروع المصفاة الثانية في المغرب، بتعاون مع شركاء مغاربة، من بينهم مجموعة «أكوا»، وفي نفس الوقت عبرت «سامير» عن استعدادها الدخول في شراكة مع شركة الاستثمارات البترولية الإماراتية، بل إن الشركة، التي تملك مجموعة «كورال» أغلبية أسهمها، أبدت استعدادها لبناء مصفاة في الجرف الأصفر، في حالة عدم تنفيذ الإماراتيين لخطتهم . ويعتبر مراقبون أن بناء مصفاة جديدة سوف يذكي المنافسة في سوق تراقبه شركة «سامير»، وسيدفع إلى توفير محروقات بمواصفات دولية، وقد ينعكس على الأسعار في السوق المغربية التي تعرف استيراد 96 في المائة من الحاجيات من المحروقات.