وسط إجراءات أمنية مشددة، فرضتها السلطات الأمنية على محيط المحكمة الابتدائية والشوارع والأزقة المؤدية إليها، جرى، بعد زوال أول أمس الخميس، تقديم خمسة طلبة أوقفتهم الأجهزة الأمنية الثلاثاء الماضي، خلال اندلاع مواجهات عنيفة ما بين القاعديين وقوات الأمن بقنطرة حي «الليدو» القريب من الموقع الجامعي ظهر المهراز، (تقديمهم) أمام وكيل الملك، والذي قرر متابعة اثنين منهم في حالة اعتقال، وإيداعهما سجن عين قادوس في انتظار مثولهما أمام أول جلسة لمحاكمتهما في ال14 من دجنبر الجاري، فيما تابع زملاءهم الثلاثة الآخرين في حالة سراح مقابل كفالة ألف درهم لكل واحد منهم. وعلم «اليوم 24» من دفاع الطلبة المتابعين بتهم ثقيلة، تخص «المشاركة في الهجوم المسلح وإلحاق خسائر مادية في منشآت مخصصة للمنفعة العامة وملك الغير، ورشق رجال الأمن بالحجارة وتعريض حياة الغير للخطر»، مضيفا أن الطالبين المتابعين في حالة اعتقال، الأول من تاونات، والثاني من كتامة، مثلا أمام وكيل الملك وآثار الجروح بادية على أجسادهما، ما دفع بدفاعهما إلى طلب عرضهما على خبرة طبية، وحفظ حقهما في تقديم شكاية في مواجهة عناصر من القوات المساعدة. من جهتها، أشهرت السلطات الأمنية في وجه الطلبة المتهمين 31 شهادة طبية تسلمها أفراد من الشرطة والقوات المساعدة، تثبت إصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة خلال عملية رشقهم بالحجارة من قبل الطلبة بقنطرة حي «الليدو»، فيما كشف مصدر قريب من التحقيقات الجارية في أحداث الثلاثاء الماضي، أن الأمن أنجز مذكرات بحث في حق أزيد من 20 طالبا وطالبة مطلوبين لدى السلطات الأمنية، أغلبهم من المحسوبين على تيار الطلبة القاعديين «البرنامج المرحلي». وعاشت قنطرة «الليدو»، بالتزامن مع محاكمة القاعديين المتهمين بقتل الحسناوي، زوال يوم الثلاثاء الماضي، مواجهات اعتبرها المتتبعون الأعنف في تاريخ المواجهات ما بين الطلبة القاعديين وقوات الأمن، والتي استمرت لما يزيد عن أربع ساعات، حيث تحولت الشوارع والأزقة بحي «الليدو» إلى ساحة حرب حقيقية، استعمل فيها الطلبة الحجارة والقنينات الزجاجية الفارغة، فيما ردت القوات العمومية بخراطيم المياه وقامت بمطاردات في حق الطلبة امتدت إلى عمق الحي الجامعي وكليات العلوم والحقوق والآداب القريبة منه، خلفت أزيد من 50 إصابة في صفوف الطلبة بجروح متفاوتة الخطورة، وإغماءات وسط الطالبات، بحسب مصدر طلابي، وأزيد من 30 إصابة في صفوف قوات الأمن، وتخريب وتكسير عدد من سيارات الأمن، وضع الطلبة أيديهم عليها بعد فرار عناصر الشرطة كانوا بداخلها، خلال محاولتهم اقتحام الحرم الجامعي وصد تقدم الطلبة نحو وسط المدينة.