بالموازاة مع تقديم الطلبة ال6، المعتقلين في أحداث فاتح ماي بمدينة فاس، للمحاكمة بعد زوال اول امس أمام المحكمة الابتدائية، اندلعت مواجهات شرسة بين عناصر الأمن والطلبة القاعديين، الذين خرجوا في مسيرة صوب المحكمة الابتدائية، لكن القوات العمومية اعترضت سبيلهم ومنعتهم من التقدم. وتحولت القنطرة التي تفصل حي الليدو عن حي الأطلس المحاذي لمقر المحكمة الابتدائية إلى ساحة لحرب حقيقية، دامت لأزيد من ثلاث ساعات، تسببت في شل حركة السير بهذا الممر الطرقي الاستراتيجي، الذي يربط عددا من الأحياء بمقاطعة سايس بوسط المدينة، حيث تحصن الطلبة القاعديون وأنصارهم من أبناء الحي الشعبي بالمنازل القريبة من القنطرة، وأمطروا القوات العمومية بوابل من الحجارة، ومنعوهم من التقدم، فيما أجبرت عناصر التدخل السريع من الشرطة والقوات المساعدة على وضع سيارات الأمن بالصف الأمامي، والاختباء من ورائها، والرد بالحجارة على حجارة القاعديين، بعد أن منعهم رؤساؤهم من استعمال القنابل المسيلة للدموع لصد هجوم الطلبة. وخلفت المواجهات إصابات بين الطرفين، حيث كشف مصدر من الطلبة عن إصابة 10 من المشاركين في المواجهة برضوض وجروح خفيفة، وتلقوا العلاجات الأولية من قفل رفاقهم بالموقع الجامعي لظهر المهراز، خوفا من اعتقالهم في حال ولوجهم مستشفى الغساني القريب، فيما نفى مصدر مطلع من ولاية الأمن بفاس ما راج من أخبار بخصوص تعرض عناصر الأمن لجروح خطيرة جراء مواجهتهم مع الطلبة القاعديين. هذا، ونصبت السلطات الأمنية حواجز بأماكن قريبة من الموقعين الجامعيين، ظهر المهراز وسايس، تحسبا لتحركات طلابية غاضبة، ضد اعتقال رفاقهم، أربعة منهم محسوبون على الطلبة القاعديين، «فصيل البرنامج المرحلي»، والخامس متعاطف مع منظمة التجديد الطلابي، التي نفت معية الطلبة العدليين مشاركتهم في المواجهات التي اندلعت بين الأمن والطلبة يوم فاتح ماي، عقب خروج الطلبة لوحدهم إلى الشارع لتخليد اليوم العالمي للشغيلة بشوارع مدينة فاس. من جهتها، قررت المحكمة الابتدائية تأجيل محاكمة الطلبة ال6 المعتقلين إلى جلسة الاثنين القادم، بعد أن التمس دفاعهم مهلة للاطلاع وإعداد الدفاع والرد على التهم الثقيلة التي وجهها وكيل الملك للطلبة، ومتابعتهم ب» الانتماء إلى منظمة محظورة، والعصيان، وإهانة القوات العمومية ورشقهم بالحجارة والتجمهر المسلح».