عاش المركب الجامعي ظهر المهراز، مساء أول أمس الأربعاء، «حرب شوارع» بين القوات العمومية والطلبة القاعديين، واستمرت المواجهات لما يناهز سبع ساعات، مخلفة ما يقرب من 40 إصابة في صفوف رجال الأمن، ونحو 60 إصابة في صفوف الطلبة، إلى جانب خسائر مادية ألحقت بعدد من السيارات، وبتجهيزات في المركب، دون أن تسلم منازل صفيحية قريبة من المركب من تداعيات هذه «الحرب»، التي كانت أولى أطوارها قد انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، حيث أقدمت القوات العمومية على اقتحام المركب، وارتبطت هذه العملية بتنظيم طلبة «البرنامج المرحلي» أمسية ثقافية تخلد ذكرى شهيد الحركة الطلابية، المعطي بوملي، الذي قتل سنة 1991 في جامعة وجدة، ورميت أطرافه في قمامة أزبال، واتهم طلبة إسلاميون بالوقوف وراء هذه الجريمة. وأسفرت هذه المواجهات عن موجة اعتقالات في صفوف الطلبة القاعديين، بتهمة رشق قوات الأمن بالحجارة، ووضع متاريس في الطريق العمومية. وطوقت عناصر القوات العمومية جل المنافذ المؤيدة للمركب الجامعي لعدة ساعات، واستعانت السلطات بشاحنات تحمل خراطيم المياه بغرض تشتيت تجمعات الطلبة القاعديين الذين توزعوا في الأزقة والدروب، وساحة الجامعة، وعمدوا إلى منع دخول عناصر الأمن للساحة، عن طريق رشقها بالحجارة، وهو ما أظهرته أشرطة «فيديو» نشرها الطلبة القاعديون في مدونة خاصة على الأنترنت، احتفالا ب»فشل» القوات العمومية في معركة «اقتحام» ما يسمونه ب»القلعة الحمراء». وكانت القوات العمومية نجحت، يوم الثلاثاء، في اقتحام كلية العلوم لمنع أمسية ثقافية كانت ستنظم بها، لتخليد ذكرى المعطي بوملي. وأسفر هذا التدخل عن اعتقال نحو 20 طالبا، تم الاحتفاظ بثلاثة منهم تحت تدابير الحراسة النظرية. وتحدث الطلبة القاعديون عن أن عملية الاقتحام أسفرت أيضا عن اختفاء أزيد من 20 محفظة، و3 حواسيب و27 لافتة، وتمزيق ملصقات، وتمت مصادرة سيارة صاحب جهاز ل»الصونو»، وتم تكسير آلة موسيقية. ودخل الطلبة القاعديون في مواجهات مع عناصر الأمن، سرعان ما انتقلت من رحاب الجامعة إلى الأزقة والدروب والشوارع المجاورة، وتجددت هذه المواجهات العنيفة بين الطرفين، مساء الأربعاء، دون أن تنفع التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها المدينة في التخفيف من حدة المواجهات وما أسفرت عنه من إصابات متفاوتة الخطورة في كلا الطرفين.