انتقل الى عفو الله صبيحة اليوم الثلاثاء، الرايس احمد امنتاك عن عمر يناهز 88سنة، وذلك بعد معاناة مع مرض عضال. وكان الراحل واحدا من الذين أسسوا مدرسة فن الروايس ، وسطع اسمه منذ خمسينيات القرن الماضي ، وجاب عدة دول أوربية، بحيث احيى فيها حفلات بكل من فرنسا والمانيا وبلجيكا ، واغنى ريبرطوار الاغنية الامازيغية بتحف فنية ستبقى عالقة في أذهان محبي هذا اللون الغنائي، من طينة قصيدة "بوسالم " و" بو الشهوة " و " إميك ايكا الزين" وغيرها، واعتبره النقاد أول فنان يسجل اسطوانة بتقنية "الديسكوفون"، التي ظهرت في أواخر الستينيات بالديار الفرنسية، والتي كانت توضع رهن إشارة زبناء الفنادق الفخمة بباريس والمدن الفرنسية الاخرى للاستماع إليها . وتنقل الراحل واحيي المئات من السهرات في ربوع المغرب ، وكان ضيفا خفيفا على المهرجانات والمسارح ، وبصم مسيرته بتواضعه وخلقه العالي وخفة روحه وميله للدعابة والفكاهة، وتعلق أمنتاك بفن الروايس منذ أن غادر المدرسة العتيقة بدواره لمنيزلة قبيلة منتاكة باقليم تارودانت، وهو في سن السابعة عشرة، ورافق الفرق الموسيقية كعازف على آلة الرباب قبل ان يدخل تجربة انشاء فرقته الخاصة، التي عاصرت كبار رواد هذا الفن كالرايس محمد الدمسيري والحاج بلعيد وعمر أهروش. وفي أواخر حياته التزم منزله بالدشيرة الجهادية، واعتنت به عدة جمعيات بحيث أشرفت على نقله عدة مرات الى مصحات اكادير لتتبع حالته الصحية ، كان آخرها نقله الى مصحة الدكتور محمد بيزران، وهو بالمناسبة ابن رفيق دربه الراحل الرايس سعيد اشتوك حيث بقي فيها لازيد من اسبوع ، وخرج منها قيل يومين ليسلم الروح لخالقها صبيحة اليوم ووري جثمانه الثرى ظهر اليوم بمقبرة إرحالن بالدشيرة الجهادية.