في سياق تفاعلات الحادث المأساوي الذي وقع، صبيحة اليوم الخميس، بالقرب من منى خلال اداء شعائر الحج، وأودى بمقتل 717 قتيلا و805 جرحى، أعطى العاهل السعودي الملك سلمان أمره بمراجعة خطط المملكة لموسم الحج. وقال الملك سلمان، في كلمة على الهواء مباشرة أذاعتها قناة العربية، إنه طلب إجراء تحقيق في أسباب ما وصفه بالحادث المؤلم. وفي الوقت الذي تتواصل فيه عملية فرز الجثث، أمر الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ورئيس لجنة الحج العليا، "بتشكيل لجنة تحقيق عليا تتولى التحقيق في حادث منى ومسبباته وصولا إلى معرفة الحقيقة والرفع بما يتم التوصل إليه من نتائج ومرئيات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود". جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ للقيادات الأمنية المشاركة في أعمال الحج، الذي ترأسه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساء اليوم في منى، لبحث موضوع الحادث الذي وقع للحجاج بمشعر منى لهذا اليوم، وذلك للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع الحادث الأليم، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وكان الدفاع المدني السعودي قد أعلن في وقت سابق عن ارتفاع حصيلة حادث التدافع والتزاحم الذي وقع في شارع 204 بمنى إلى 717 حالة وفاة و863 إصابة حتى الأن. وذكر المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحفي، "أن الجهات الأمنية باشرت الحادث فور وقوعه وتعاملت مع الحالات الإسعافية وإنقاذ الحجاج الذين سقطوا نتيجة هذا التزاحم والتدافع، حيث لازالت العمليات الأمنية جارية في الموقع". ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن اللواء تركي قوله إن الحادثة "وقعت على طريق 204 نتيجة تعارض الحركة بين الحجاج المتجهين على الشارع 204 عند تقاطعه مع الشارع 223 وارتفاع في الكثافة مما أدى إلى تدافع، وبالتالي أدى إلى تساقط عدد من الحجاج" . و أشار إلى أن "ارتفاع درجة الحرارة والإعياء الذي كان عليه الحجاج نتيجة الجهد الذي بذلوه في المرحلة السابقة، بعد وقوفهم على صعيد عرفات وأيضا النفرة من عرفات إلى مزدلفة ودخول منى في صباح اليوم، ساهم في سقوط عدد من الحجاج".