يبدو أن "الغليان" الداخلي لم يعد حكرا على حزب الاستقلال وحده، بل انتقل إلى مكون آخر من المعارضة هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي يعرف غليانا غير مسبوق هذه الأيام، بعد الخسارة المدوية التي تكبدها الحزب في انتخابات 4 شتنبر. وأوضحت مصادر عديدة من داخل الاتحاد أن كثيرا من القيادات المتبقية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد انشقاق البديل الديمقراطي، يطالبون باستقالة إدريس لشكر ومكتبه السياسي والذهاب نحو مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة تلملم صفوف الحزب وتضمد جراحه، مبرزة أن أي نقذ ذاتي لا يمكن أن يتم في ظل القيادة الحالية المسؤولة عن فشل الحزب. وعلم موقع "اليوم 24″ أن قياديين وشباب من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عقدوا لقاءات بهدف الوصول إلى رؤية موحدة حول مستقبل الاتحاد. وأكد مصدر مطلع ل"اليوم 24″ أن "الكرة الآن في ملعب إدريس لشكر، قبل أن يفوت الآوان"، مبرزا أنه على لشكر أن يقدم استقالته كما سبق وفعل اليازغي بعد فشله في انتخابات 2007، مبرزا أنه في حالة استقالة لشكر لا يمكن تعويضه إلا بمؤتمر استثنائي. أما الخيار الثاني فهو أن يدفع لشكر أعضاء المكتب السياسي المنتخبين من طرف اللجنة الإدارية إلى الاستقالة، وإعادة انتخاب فريق جديد، يضم قيادات اتحادية ظلت غاضبة على طريقة تسيير المكتب السياسي. إلى ذلك، كشف المصدر ذاته أن الكثير من الاتحاديين يطالبون باستقالة الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب، الذي أبان عن فشله أكثر من إدريس لشكر نفسه. وفي مقابل هذا الغليان الذي يعرفه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يبدو أن إدريس لشكر ومكتبه السياسي غير مبال بالانتقادات التي توجه إليه وإلى فريقه، فقد اختار في بيان أصدره المكتب السياسي للحزب عقب انعقاده، أول أمس الجمعة إلى غاية عشية أمس السبت، أن يتحدث عما وصفه بالصمود البليغ والمحفز، الذي حققه الاتحاد في انتخابات 4 شتنبر عبر صناديق الاقتراع، والذي تقر به الملاحظة العلمية الجادة، بحسب البيان ذاته. ودعا بيان المكتب السياسي أعضاءه إلى القيام بتقييم موضوعي في الأقاليم والجهات، التي تراجع فيها الحزب من أجل معالجة مكامن الضعف والخلل، كما دعا وكلاء اللوائح في المدن لتقديم تقاريرهم عن سير الحملة الانتخابية ونتائجها وعرضها أمام المجالس الإقليمية للتداول. ويذكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد أجل ندوة صحفية، كان من المقرر أن يعقدها، يوم غد الاثنين، إلى أجل غير مسمى.