عبر العديد من المنتمين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسوس عن نوع من الارتياح الممزوج بالمرارة بعد الاكتساح الذي حققه البيجيدي في مختلف مدن سوس والذي مس معاقل الاتحاد الاشتراكي وقلاعه. ومنهم من عبر عن امتعاض شديد بلغ إلى حد مطالبة الكاتب الأول بالاستقالة لحجم الخسارة وانسداد أفق استمرار المسيرة. فالبشير أحشموض الاتحادي وعضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير كتب مجيبا على تدوينة بأن: "المسؤول الأول والأخير هو المكتب السياسي وعلى راْسه الكاتب الأول"، ثم أضاف"الحمد لله المواطن السوسي حاسبهم وعاقبهم ورماهم في مزبلة التاريخ إلى الأبد بتصويته على حزب العدالة والتنمية بجميع مناطق سوس". وأضاف: "الذين يطالبون استقالة الكاتب الأول والاجهزة المحلية والاقليمية والجهوية، طلبهم لم يعد ينفع (c'est trop tard)، لأن القوات الشعبية قررت وانخرطت مع حزب يقوم بالدفع عنها كما كان الاتحاد يفعله قبل انخراطه في حكومة التناوب وقبل الانفتاح المشبوه الذي دشنه اليازغي". وأكد أن "العدالة والتنمية فعلت ما لم يستطع الاتحاديون الشرفاء والمناضلين الأوفياء فعله أبعدت منه الدينصورات والدكتاتوريات المتسلطين على هذا الحزب دون ان أذكر أسماءهم". ونشرت الاتحادية فدوى الرجواني على حسابها الفايسبوكي بعد انتهاء فرز الأصوات: "قبل أن أخلد للنوم بعد ما يفوق 30 ساعة من دونه سألطلعكم عن أمر لطالما اعتقدت أن عزرائيل وحده قادر على أن يحقق لي إحدى أكبر أمنياتي، فإذا بالبيجيدي يفعلها وخلصنا من جيل من السياسيين الذين اعتقدوا أن الوطن بدونهم مستحيل. والآن لنشمر على سواعدنا لبناء جيل جديد من النخب.. هنيئا مرة أخرى للبيجيدي..". وكتب القيادي الاتحادي عبد الله العروجي نداء جاء فيه: "علينا أن نقر أن انتماءنا للقيادة الحزبية يجعلنا مسؤولين عن الكارثة التي حلت بحزبنا. وعليه أتوجه إلى اتحاديتكم، فشلنا وعلينا الرحيل لعل رحيلنا يحدث رجة ويكون أول قطرة غيث". وكتب يوسف غريب مقالا نشره تداولته بعض المنابر يطلب فيه استقالة الكاتب الأول، جاء فيه: "انطلاقا من فشلكم في تحقيق أي انجاز للحزب، أدعوكم وبكل روح رفاقية أخوية إلى تقديم استقالتكم بكل هدوء وبدون ضجة إعلامية ودعوة اللجنة الإدارية للحزب لتحديد تاريخ المؤتمر الاستثنائي للتداول في سؤال مركزي هل مازال الاتحاد الاشتراكي يمثل أملا للقوات الشعبية". وعلق علي ماء العينين نائب الكاتب الاقليمي لحزب بوعبيد بأكادير اداوتنان على ما اعتبره فقدان أغلبية الجماعات، وأولها القلعة الاتحادية أكادير، بالقول: "على القيادة الحالية برئاسة الكاتب الأول إدريس لشكر أن تقدم استقالتها وتعلن عن موعد مؤتمر استثنائي قبل التشريعيات المقبلة، وغير ذلك هو هروب إلى الأمام سيُنهي ما تبقى منا". وكتب جواد فرجي عضو بلدية أكادير في فريق القباج الذي كان يسير البلدية :"أخطاؤنا دفعتنا إلى الهاوية". ومن آخر الأخبار ما نشره بوزيت وكيل لائحة الحزب بانزكان ليعلن تقديم استقالته: "لأنني أحترم نفسي ومنسجم مع المنطق أعلن عن إستقالتي من مسؤولية كتابة الفرع لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بانزكان بصفتي طرف تسبب في إسقاط لائحة الحزب بالإنتخابات الجماعية 2015". فهل سيكون فوز العدالة والتنمية سببا في تصدع الاتحاد الاشتراكي؟ ولماذا يصمت فريق القباج صمتا مريبا مع أنهم كانوا لا يسيرون المدينة باسم هذا الحزب لما يقارب 12 سنة؟