قال محمد الطوزي، ان عبد الاله بنكيران لديه أسلوب وكفاءة شخصية تعود لأدائه التواصلي. وهو يملك نوعا من الذكاء الحدسي لكن بحدود. وهو فوضوي في بعض الأحيان وشعبوي في الكثير من الأحايين. واضاف عالم الاجتماع :" نوجد أمام وضعية كلاسيكية، حيث تحول الوظيفةُ الفرد وتدفع به إلى تغيير طريقة تواصله وتقديم نفسه وكيفية الظهور أمام الناس. فهو مثل عدد كبير من رجالات السياسة مسكون بالوظيفة ومقتنع بأنه يقوم بمسؤولية تاريخية. هناك أخطاء ترتكب لأن كل شيء يعتمد على الحدس، لكن يبقى ذلك مفاجئا." وبخصوص تقييمه لثلاث سنوات ونصف من مشاركة حزب العدالة والتنمية في ممارسة الحكم، قال الطوزي في حوار مع مجلة "تيل كيل":" وجد حزب العدالة والتنمية نفسه على المحك الكلاسيكي لحزب معارض ينحدر من الدعوة وينتقل إلى وضعية القيادة والتسيير. فقد أصبح يواجه الواقع وأصبح يمارس الحكم، لكن يجب عليه أيضا تدبير مفارقة أن يصبح حزبا لتيار إيديولوجي قوي عليه تدبير التسويات. تسيطر عليه في بعض الأحيان غواية، تلوين حتى سلطته اصطناعيا بمرجعيات إيديولوجية، بينما أنه في الحقيقة ليس في مستطاعه القيام بذلك.فجأة، وجد نفسه أمام إكراهات تعبئة كتلته الانتخابية أو ناخبيه وقاعدته من خلال الإيديولوجيا، لكن بدون أن يكون قادرا على تدبير الشؤون العامة من خلال نفس الإيديولوجية، ومن هنا منبع اتهامه بالازدواجية". وقال الطوزي أن قاعدة حزب البيجيدي تتشكل من مناضلين ضحوا بسنوات من حياتهم في خدمة الحزب ويتوفرون على نوع من الكفاءات والمؤهلات ليست بالضرورة قابلة لأن تتحول إلى ممارسة لحكم. وعملت إدارة الحزب على تطوير وسائط الاستمالة والاستقطاب وجعل مسلسل عملها أكثر بيروقراطية. لكن لا يمكن لهذه القاعدة تغيير طبيعة الأشياء. مما اجبر الحزب علي تدبير القادمين الجدد والذين لا يبدو الحزب متأكدا إن كان قناعات بعضهم الصادقة، ويتعلق الأمر على الخصوص بأعيان أو أغنياء جدد أصبح لهم اهتمام بحزب العدالة والتنمية لأنه في السلطة. وفي موقع يتيح له توزيع المنافع والريع والحقائب الوزارية. واكد الطوزي ان حزب العدالة والتنمية اصبح مجبرا بقوة الأشياء على علمنة نفسه. واضاف قائلا: "بدأ بنكيران والرميد في القيام بذلك بالابتعاد بشكل أكثر عن التلويح بورقة الرجل المحافظ أو الإسلامي. ولا يقدمان نفسيهما على انهما « سلمين جيدين». أصبح بنكيران بالأحرى يتحدث بلغة سياسية عن إنجازاته ويعمل على تسليط الأضواء على المجازفات التي قام بها. في الواقع، أصبح يتوجب على الحزب تحيين إيديولوجيته. والتحدي الكبير المطروح على قيادة حزب العدالة والتنمية هو التفكير في الفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي".