سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«التحكم» و«المال الحرام» يشعل مواجهة ساخنة بين «البام» و»البيجيدي» مفتاح: بقايا التحكم واستعمال المال والترغيب والترهيب لازالت موجودة - مريزق: «البام» لم يكن يوما في قفص الاتهام والانتخابات الأخيرة أثبتت شرعيته
خيمت أجواء التوتر السياسي بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية على الحلقة الأخيرة من برنامج «مناظرات» الذي تبثه إذاعة «إم إف إم» بشراكة مع يومية «المساء» يوم الجمعة الماضي. هذه الحلقة التي استضافت يونس مفتاح، عضو الفريق النيابي ل»المصباح» ومصطفى مريزق، الأمين العام الجهوي ل«البام» بجهة مكناس، شهدت توزيع اتهامات باستعمال أساليب «التحكم والترهيب» في الانتخابات الأخيرة، مقابل مطالبة ممثل «الجرار» لجمعيات المجتمع المدني برفع دعوى قضائية ضد يونس مفتاح للتحقيق في تصريحاته بشأن استعمال المال. – أية قراءة من داخل حزب الأصالة والمعاصرة لنتائج انتخابات رؤساء ومكاتب الجهات، وهل كانت مفاجئة بالنسبة لكم؟ مريزق: كنا ننتظر أن يبادر السيد رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى تهنئة حزب الأصالة والمعاصرة على التقدم الموضوعي والطبيعي والمكانة المتميزة التي حصل عليها. ما يجب أن يعرفه المواطنون والمواطنات وكل الفاعلين السياسيين هو أن «البام» حقق نصرا كبيرا في خمس جهات، وهو النجاح الذي يتمثل في عدد الأصوات والمقاعد التي حصل عليها. ولكي لا نزرع الوهم من جديد، فاليوم يثبت الأصالة والمعاصرة شرعيته أمام الجميع، ويؤكد بأنه حزب وطني ديمقراطي تقدمي بهوية المشروع الحداثي الديمقراطي والديمقراطية الاجتماعية المنفتحة. – هل حصولكم على هذه النتائج في ظل الأجواء التي مرت فيها الانتخابات يكذب الاتهامات التي وجهت إليكم في 2009؟ مريزق: لن أجيب عن هذه الأمور لأننا لم نكن يوما في قفص الاتهام، وأيضا لأن مصطلح الاتهام هو مصطلح قانوني يجرنا إلى الوقوف أمام القاضي والمحامي والمحكمة. هذا النجاح هو نتيجة العروض التي قدمها الأصالة والمعاصرة على مستوى الجهات، فالعدالة والتنمية جاء أولا غير أنه لم يقدم عروضا مقنعة للفاعلين السياسيين، ومن بينهم حلفاؤه. «البام» قدم عروضا أقنعت المواطنين والفاعلين السياسيين، وتصدر بذلك نتائج انتخابات مكاتب خمس جهات، ناهيك عن كون حزب الحركة الشعبية قد حصل على مدينة القصر الكبير والتجمع الوطني للأحرار على مدينة العرائش ومدن أخرى. – العدالة والتنمية عندما ينتصر يعتبر الأمر ديمقراطيا، وعندما فاز «البام» بخمس جهات لم يكلف بنكيران نفسه عناء تهنئة هذا الحزب، بل وأصبحتم تتحدثون عن الخيانة. كيف ترد على هذه الاتهامات؟ مفتاح: أولا تحية عالية للشعب المغربي على مشاركته القوية في انتخابات 4 شتنبر، وتحية عالية للثقة الكبيرة التي وضعها في حزب العدالة والتنمية. هذه الثقة نعتز ونفتخر بها، وسنقابلها بالوفاء كما عهد فينا منذ انتخابات 2011، وسنستمر على المنوال نفسه. أعتقد أن من انتصر في هذه الانتخابات هو المغرب والديمقراطية والاستثناء المغربي الذي أصبح نموذجا يحتذى به، والمواطنون مرتاحون لهذا المسار. صحيح أن هذه الانتخابات لم يطعن في نزاهتها أي أحد، وفي تقديري كان هناك نجاح مهم على مستوى الإشراف السياسي منذ بدء الإعداد للقوانين التنظيمية ومناقشتها إلى أن وصلنا إلى هذه المحطة، بالرغم من بعض محاولات الانسحاب والتشويش والتشكيك. لكن بقايا التحكم واستعمال المال والترغيب والترهيب لازالت موجودة، فأن تتحول هزيمة في طنجة والمحمدية والدار البيضاء إلى انتصار فذلك يعني أنه وقع انقلاب على إرادة الناخبين. تصويت المواطنين كان وضحا والحزب الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد في الجهات هو العدالة والتنمية، حيث حصلنا على مليون و663 ألف صوت على المستوى الوطني، وصوت علينا مواطنون في قرى لم نترشح فيها، وبالتالي لا يمكن تغطية الشمس بالغربال. لقد وقعت خيانات واستعمال للمال، ولازلنا نطرح اليوم السؤال عن استعمال المال الحرام وأموال المخدرات. – هل نجاح «البام» قانوني على مستوى الجهات؟ وإذا كان كذلك لماذا تسمي التحالفات بالخيانة؟ مفتاح: حتى نكون واضحين فإرادة الناخبين يجب أن تحترم، أما إذا كان النجاح قانونيا أم لا فهذا أمر آخر. لقد كانت هناك اتهامات باستعمال المال الحرام والترهيب، وهي اتهامات من داخل المعارضة، ومنها حزب الاستقلال وقادته. – الآن حزب الاستقلال يدعمكم وصوت لصالحكم في فاس. مفتاح: المواطنون هم الذين صوتوا للعدالة والتنمية في فاس. تصويت حزب الاستقلال هو من نتائج 4 شتنبر، فما حدث في هذا اليوم شكل زلزالا سياسيا. هذا الزلزال له ارتدادات وأفرز مواقف لا يمكن أن نحكم عليها اليوم، بل لازالت هذه الارتدادات مستمرة إلى أن تنتهي انتخابات مجلس المستشارين، وجميع تحالفاتنا قمنا بتوقيعها وتوثيقها، وهي سابقة. – ألم تتحالفوا مع «البام» في بعض المناطق كميدلت والناظور؟ مفتاح: جميع التحالفات التي قام بها الحزب خضعت لمسطرة وطنية دقيقة، والتحالفات التي لم تحترم المسطرة المعتمدة اتخذت بشأنها القرارات اللازمة كما هو الشأن بالنسبة للناظور. – مفتاح يتحدث عن اتهامات بالتحكم والترهيب واستعمال المال الحرام. ما هي توضيحاتكم؟ المريزق: لن أستعمل كل هذه الفقاعات واللغو اللغوي. المواطنون والمواطنات لديهم من الوعي والنضج ما يجعلهم يميزون بين هذا الخطاب وذاك. المجلس الدستوري أقر على أن المرشح عندما يحصل على نتيجة معينة في الانتخابات فهو حر للتصويت على من أراد، وكان على رئيس الحكومة والأحزاب أن يرفضوا هذا القرار وتكبيل المنتخبين للانضباط لقرارات أحزابهم وبرنامجهم. المجلس الدستوري رفع الحرج وقال بأن المرشح عندما ينجح يصبح سيد نفسه، وكما قال حكيم بنشماس في إحدى المناظرات فالأحزاب ليست بثكنة عسكرية. ومن جهة أخرى فالمشكل الحقيقي يرتبط بالتحالف الحكومي الذي نعتبره هجينا، حيث تحالف «البيجيدي» مع من كان يتهمهم بالفساد وقدم دعوى قضائية ضدهم. هذا تحالف هجين لأنه جمع بين مشارب سياسية وإيديولوجية مختلفة، وقلنا ربما الخصوصية المغربية والظرفية التاريخية والواقع الموضوعي قد يخدم المصلحة العليا للوطن. اليوم يجب الاعتراف بأن هذا التحالف مصطنع وغير طبيعي، وكان على رئيس الحكومة وحزبه أن يعتبره نقطة قوة في سجله السياسي ومساره، لكن أن يأتي فيما بعد ليتحدث عن التحالفات خارج هذا المنطق فهذا بهتان. نحن لا نشكك في أن العدالة والتنمية قد حقق نتائج تجعله قوة فاعلة، غير أن هذه الأصوات جاءت من أحزمة الفقر لأن النخب في العالم الحضري والأحياء التي تقطنها الطبقة المتوسطة والبرجوازية لم تصوت. لا نعرف إن كان هناك عمل استباقي بأشكال مختلفة، ومن ذلك التمويلات التي لا نعرف مصدرها، غير أنه مع الزمن سنكتشف مجموعة من الحقائق. ربما كان الأمر أيضا يتعلق بوعود بالدعم المباشر للأرامل والفئات الفقيرة، نظرا لمستوى الوعي والإيمان الذي جعل المواطنين يصدقون هذه الوعود. – ماذا عن التشكيك؟ مريزق: نحن لا نشكك في العملية الانتخابية، لكن أن يتحدث السيد النائب عن التحكم والفساد، على بنكيران أن يقول ذلك كرئيس حكومة، وأن يتم تضمين ذلك في المحضر العام لوزير الداخلية، ويشير إلى المناطق التي عرفت الفساد وأيضا هؤلاء الفاسدين. المغرب هو مغرب الجميع، والمواطنون ينتظرون من الفرقاء السياسيين الرقي ببلادنا. أعتقد أن هذه النتائج تحتاج إلى قراءة علمية وموضوعية، وإن كنت أؤكد بأننا خرجنا من واقع الأعيان والدولة العميقة. الأصالة والمعاصرة هو الوحيد الذي تقدم بحوالي 80 في المائة من الوجوه الجديدة، ومثال ذلك مدينة مكناس حيث ترشح الإطار الوطني والدولي جواد الشامي. إذا كان هناك من نقص فيجب أن نتحمل فيه المسؤولية جميعا، أما الاتهامات المتعلقة بالفساد والتحكم فلا تعدو أن تكون إلا لغوا لغويا، وتضرب العدالة والتنمية أولا لأنه هو الحزب الذي يقود الحكومة وهو الذي تعرض للخيانة أما بالنسبة لنا فلم يخنا أحد. – ألم تكشف الانتخابات الجماعية أن العدالة والتنمية أخطأ عندما تحالف مع الأحرار بعد خروج الاستقلال من الحكومة؟ مفتاح: تحالفات حزب العدالة والتنمية كانت مبنية على أرضية وبرنامج حكومي، وليس هناك مشكل على هذا المستوى. الحزب التزم بجميع تعاقداته على مستوى التحالفات الوطنية، وحتى في المدن التي حصلنا فيها على الأغلبيات المطلقة. الحديث عن الخيانة وغير ذلك تحدثت عنه أيضا أحزاب من داخل المعارضة، ونحن ننتظر فقط الأجوبة. نحن نقول بأن انتخابات 4 شتنبر شكلت تسونامي وزلزالا سياسيا، وهذا المسار لازال مستمرا إلى حين انتخاب مجلس المستشارين وآنذاك سنعقد ندوة صحفية لنقول للشعب المغربي الحقيقة حول ما جرى في التحالف الحكومي وخارجه. أما فيما يخص استعمال المال، فيمكن للسي مريزق أن يتوجه إلى الحسيمة ويعرف ما جرى وكيف تم توزيع 1000 درهم والخرفان. – من قدم هذه الأموال؟ مفتاح: المواطنون يعرفون من قدمها. عملية البيع والشراء وقعت أيضا في الغرف، وحزب الاستقلال اتهم جهة معينة باستمالة أزيد من 1000 مستشار. – لماذا لم يتحرك وزير العدل والحريات؟ مفتاح: الخلافات والتدافع السياسي لا يمكن حلها بالقضاء. وعي المغاربة مرتفع ووزارة العدل تتحرك بناء على الشكايات، وهذه الأمور عانينا منها في 2009 وهو الأمر الذي وقع اليوم في الدار البيضاء. غير أنه لا يمكن أن نحصر النقاش في الجهات، فالأرقام واضحة والجماعات التي حصل فيها الحزب على الرئاسة معروفة. – كيف ترد على هذه التصريحات؟ مريزق: لن أتحدث عن التسونامي لأن هذه ليست لغة. المغرب يعيش مرحلة تاريخية في زمنه السياسي، والفاعلون وصلوا إلى مرحلة نضج ولديهم غيرة فعلية على المؤسسات والوطن والمواطنين وعليهم استعمال لغة مغايرة. في العديد من المدن الكبرى التي تفوق فيها العدالة والتنمية، عاشت هذه المدن انتفاضة حقيقية ضد نوع من التدبير. الأهم اليوم هو أن النخب التي ساندت العدالة والتنمية عليها أن تتحمل مسؤوليتها، وحزب الأصالة والمعاصرة في مكناسفاس وربما في مناطق أخرى يمد يده للإخوة والأخوات الذين انتصروا في هذه المدن الكبرى. ما يهمنا هو هذا التغيير وانتفاضة المواطنين التي زلزلوا بها المدن، وأن نقدم لهم عرضا جديدا تتحمل فيه النخب الجديدة المسؤولية، بشكل لا يجعلنا نتحدث عمن نجح أو انهزم بل أن نخلق توازنات ضد هيمنة الحزب الوحيد. الرهان اليوم على البادية والمغرب العميق الذي لم تقدم فيه الحكومة أي شيء، فلو حصل العدالة والتنمية على أصوات في هذه المناطق لقلنا بأن سكان المغرب العميق تفاعلوا إيجابيا مع التجربة الحكومية. – ماذا عن الاتهامات المتعلقة بتوزيع 1000 درهم والخرفان؟ مريزق: طبعا مادام أن الحزب لم يحقق هذا النصر المبين في البادية والمغرب العميق، فقد بدأ السي مفتاح يتحدث عن هذه الأمور. أعتقد أن على المواطنين وجمعيات المجتمع المدني أن يطلقوا عريضة ويقدموا شكاية ضد هذه التصريحات، لأن نائبا برلمانيا يتحدث عن توزيع المال والخرفان والرشوة. أين هي وزارة العدل والداخلية ورئيس الحكومة؟ هذه اتهامات خطيرة، وهذا تشكيك كبير في العملية الديمقراطية. نحن لم نشكك في نزاهة الانتخابات والأصوات التي حصل عليها العدالة والتنمية، بل إننا نهنئه ونشكر المغاربة الذين صوتوا عليه، والحال أن سبب عدم حصوله على أصوات في البادية يعود إلى كونه لم يقدم فيها شيئا، ولذلك تصدر «البام» النتائج في البوادي والمناطق المعزولة جدا التي لا تتوفر على الماء والكهرباء، وتعيش أوضاعا صعبة. – كيف انقلبتم على بلاغ المعارضة الذي قال بأن التحالف مع العدالة والتنمية خط أحمر وتحالفتم معه في ميدلت والناظور؟ مريزق: الواقع هو الذي يجعلنا نتلاءم مع مطالب السكان. المغرب يدشن اليوم أولى حلقات الانتقال الديمقراطي، بعدما خرجنا من منطق الأعيان والدولة ووزارة الداخلية. انتخابات اليوم تؤكد أن المغاربة نضجوا وهناك فاعلين جدد عليهم أن يتفاعلوا مع واقع ومتغيرات ومستجدات تعرفها بلادنا سواء على المستوى الدولي والعربي والإقليمي. من لا يريد قراءة هذه المعطيات فسيكون خارج الزمن السياسي، والحلقة الأولى من مسار الانتقال الديمقراطي الجديد أكدت بالملموس أن هناك حزبا أثبت شرعيته ليس استنادا إلى الشرعية الدينية أو التاريخية أو باقي الشرعيات المتعارف عليها، بل بوجوه جديدة وفعل سياسي مغاير وطموح مشترك وببرنامج استطاع الأصالة والمعاصرة أن يقنع به المغاربة. هذا البرنامج جسدته فكرة الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة، وهو حزب ذو هوية تقدمية ويسارية ووطنية على أرضية واقع متحرك وواقع مغربي أو «تامغرابيت» كما كان يقول إخواننا في حركة لكل الديمقراطيين. هذا العرض السياسي لا ينفي الأحزاب العتيدة، بل ما نريده اليوم هو التوازن على مستوى المشهد السياسي والمؤسسات، والذي سيكون صمام الأمان لمغرب الغد ويواجه مختلف التحديات كيفما كان نوعها، ويجمع أبناء المغرب تحت لواء مؤسسات تعيش ديمقراطية جديدة. – السؤال نفسه نطرحه على يونس مفتاح. هل التحالف مع «البام» في بعض المناطق خضع لمنطق براغماتي، خاصة أن بنكيران قال بأن التحالف مع هذا الحزب ليس بخط أحمر، مقابل تصريح الباكوري الذي اشترط مراجعة العدالة والتنمية لفكره؟ مفتاح: بالنسبة للناظور لم يتم احترام قرار التحالف في هذه المدينة، فصدر قرار انضباطي من الأمانة العامة للحزب في حق الأعضاء الذي قاموا بذلك السلوك. العدالة والتنمية لم يشكك في العملية الانتخابية، بل قلنا إنها جرت في أجواء نزيهة وديمقراطية، بل أتحدث عن اتهامات صادرة عن أطراف في المعارضة، ومنها حزب الاستقلال الذي وجه اتهامات مباشرة. – مريزق: هل أنت تنوب عن حزب الاستقلال حتى تتحدث عن هذه الأمور؟ مفتاح: نحن ننتظر الجواب على هذه الاتهامات. المغاربة وعووا ورد فعلهم لازال مستمرا، أما بالنسبة للبادية فالحكومة اشتغلت وقدمت عروضا مهمة على مستوى المغرب العميق، وهو ما عزز ثقة المغاربة. وبالمناسبة فهناك بوادي لم نقدم فيها مرشحين وصوت سكانها للعدالة والتنمية، والمرتبة الأولى على مستوى عدد الأصوات لم نأت بها من أحزمة الفقر، بل إن أرقى الأحياء في الرباط والدار البيضاء صوتت للعدالة والتنمية. – لكن أرقى الأحياء سجلت نسبا متدنية للمشاركة، أليس كذلك؟ مفتاح: هذا الأمر مرتبط بالكثافة السكانية. عدد المواطنين المسجلين في الأحياء الراقية في فاس ليس هو نفس عدد المسجلين في بعض الأحياء الشعبية، غير أن جميع الفئات بغنيها وفقيرها صوتت لصالح الحزب. ومن الطبيعي أن يكون عدد المصوتين مرتفعا في أحزمة الفقر لأن الكثافة السكانية مرتفعة فيها، ولا يمكن أن نغلط المغاربة. لو لم يشتغل حزب العدالة والتنمية والحكومة الحالية التي نالت ثقة المغاربة، لما صوت المغاربة لصالحها. – هل هذا يعني أن الحكومة خالفت الخطاب الملكي بالخلط بين الأمور التي لها بعد انتخابي تشريعي والانتخابات الجماعية؟ مفتاح: أنا أعطي النموذج بمصداقية حزب وعمله والثقة التي نالها. نحن لم نكن نسير مراكش وحصلنا فيها على الأغلبية، كما أننا كنا نسير القنيطرة وحصلنا فيها على الأغلبية المطلقة شأنها في ذلك شأن الرشيدية والدشيرة الجهادية وواد زم وغيرها. مريزق: لماذا لم تحصلوا على جهة مراكش؟ هل تنازلتم عنها؟ العدالة والتنمية احتفلت احتفالا قبل الأوان وقالت بأنه حصل تسونامي ضرب المدن الكبرى، وبعد أسبوع خرجت نتائج الجهات فاتضح أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يوجد في المرتبة الثانية اكتسح هذه الجهات. مفتاح: هذا السؤال يجب أن تطرحه على نفسك. أنا قلت بأن إرادة الناخبين لم تحترم من طرف الناخبين الكبار، وهذا صلب الاتهامات التي يواجهها حزب الاستقلال، وعليكم أن تقدموا إجابات حول استعمال أموال المخدرات. لقد وقع التحكم والترغيب والترهيب، وهذه اتهامات صادرة عن الاستقلال. – منصف بلخياط صوت للباكوري، وقال بأنه لا يمكن أن يصوت على مستوى الجهة لأستاذ التربية الإسلامية. ماذا قدم العدالة والتنمية من مرشحين؟ مفتاح: الأستاذ عبد الصمد حيكر أستاذ مادة الفيزياء وليس التربية الإسلامية، ويهيئ الدكتوراه في العلوم القانونية والسياسية. أكرر ما أقول وهو أنه عندما سينتهي هذا المسلسل وتتوقف ارتداداته فحزب العدالة والتنمية سيعقد ندوة صحفية و»غادي يشرح ويملح الجميع»، ويكشف حقيقة ما حدث. نحن لا ندغدغ عواطف المواطنين بل تقدمنا بمرشحين مشهود لهم بالكفاءة والنجاح في التدبير، وهؤلاء تم اختيارهم ليمثلوا الشعب على مستوى البرلمان. نحن لم نسير جماعات فجاءت هذه الانتخابات ولم نتمكن فيها من الوصول إلى العتبة، بل حصلنا في جماعاتنا على الأغلبية المطلقة لأن المواطنين ثاقوا في الحزب نظرا لتدبيره وتسييره، وثاقوا في التجربة الحكومية. – لماذا عندما تنجحون تتحدثون عن ثقة المواطنين وعندما تفشلون تتحدثون عن التحكم؟ مفتاح: قلت بأن هذه الأمور وقعت في مناطق محدودة، والاتهامات صادرة من داخل تحالف المعارضة وليس عن حزب العدالة والتنمية، وهي عبارة عن تصريحات وبلاغات وأشرطة فيديو موجودة. الناس اختارت حزب العدالة والتنمية لشيء آخر، لأننا تقدمنا ببرنامج انتخابي يتضمن إجراءات مصنفة، ومناضلو الحزب يعيشون مع المواطنين بشكل يومي، ولو لم تكن هناك ثقة في التجربة الحكومية ومناضلي الحزب لما تم التصويت لصالحنا. مريزق: علينا جميعا وكل الفاعلين السياسيين أن نعمل على تعزيز ثقافة المواطنة. يجب أن نراجع العديد من الأسس المتعلقة بقانون اللعبة الديمقراطية، فأنتم تعرفون تاريخ المغرب والمحطات التي مر منها، وما نعيشه اليوم هو نوع من الخلاصات العامة التي ضحى من أجلها المغاربة بالغالي والنفيس قبل وبعد سنوات الجمر والرصاص بالشهداء والمعتقلين. نحن نستحضر هذا التاريخ الأليم الذي مر منه الشعب المغربي، والذي يريد أن يجني ثماره ليس من خلال التركيز على من نجح أو انهزم أو الضعيف والقوي، بل يريد جني الثمار من خلال بناء دولة المؤسسات والحق والقانون. لغة التحكم تعني أننا نحاول تخويف المغاربة، فمن قبل كانت هناك لغة السجون والتأديب والتأنيب واليوم يتم استبدالها بلغة التحكم والترهيب وهي مصطلحات لا يجب اليوم اعتناقها كفاعلين سياسيين. الأهم هو أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان يخيفكم ويشكل لكم عقدة وقلقا هو حزب كباقي الأحزاب، وأثبت شرعيته. هذا الحزب ضحى مناضلوه منذ تأسيس حركة لكل الديمقراطيين، وقدم مشروعا جديدا تفاعل فيه مع مسار التحولات التي عاشها المغرب منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، وتفاعل مع العديد من الأوراش التي جاء بها العهد الجديد، وهي الأوراش التي كانت جزءا من تاريخ النضال وكفاح الشعب المغربي. – هل تنفي وقوع التحكم والترهيب في الجهات كما يدعي بعض السياسيين؟ مريزق: بالنسبة لتجربة فاس-مكناس، فالعملية مرت في نزاهة ومصداقية وأحيي سكان مكناس على اختيارهم الجديد الذي بعثر كل الحسابات السياسية الكلاسيكية في المدينة. اليوم أظهرت النتائج أن هناك خلخلة حقيقية للمشهد السياسي وأثمن ذلك، بل أقول بأن حزب العدالة والتنمية خلخل النتائج في مكناس وأتمنى للدكتور بوانو وفريقه كامل التوفيق. على مستوى مكناس قدم الأصالة والمعاصرة مرشحين من أشرف النخب سواء على مستوى اللائحة المحلية أو الجهوية، وحصلنا على أصوات مشرفة. أما لغة التحكم والشناقة، فأنا أطرح السؤال على الأستاذ ليكشف عمن تحكم في من، ومن مارس أساليب التهديد والترهيب. المواطنون لم يشتكوا، وإذا كنت تريد أن تصبح محاميا على طرف آخر أضحى يشكك بعد قطعه ل70 في المائة من مساره فذاك من حقه. – في مراكش تقدم اخشيشن وحيدا وفي المقابل تقدم «البيجيدي» بمرشح وحيد للعمودية. ألا يعني ذلك شيئا؟ مفتاح: في مراكش صوتنا ب»لا» على المرشح للجهة. السياسة بدون أخلاق ووفاء بالتعاقدات والالتزامات تفقد قيمتها. – ما معنى الأخلاق في السياسة؟ مفتاح: الالتزام والوفاء بالعهود مع الحلفاء. عندما تحدثت عن التحكم فلم أكن أقصد جهة فاس- مكناس، بل كنت أتحدث عن اتهامات بشأن جهتي طنجةوالبيضاء. وأيضا أتساءل عن الكيفية التي نجح بها شخص لم تتجاوز عدد أصواته في البادية 160 صوتا، في حين أن الأغلبية كان لديها 31 صوتا في جهة طنجة، وبقدرة قادر تغير كل شيء. – أوزين أيضا انهزم في قرية واد إفران، وأصبح النائب الثالث لرئيس جهة فاس، وتقول بعض الكتابات إنه سيصبح الرئيس الفعلي. مفتاح: رئيس جهة فاس-مكناس هو الأستاذ المقتدر امحند العنصر، وهذا الأمر دبرناه في إطار التحالف. – لماذا تحللون وتحرمون كيفما شئتم مسألة التحالفات؟ مفتاح: السياسة ليس فيها تحليل أو تحريم. بل كان هناك كلام طرف من داخل المعارضة هو الذي وجه هذه الاتهامات. المغاربة يفهمون أن لغتنا هي لغة الحقيقة التي صالحتهم مع السياسية، وهي اللغة التي تفسر حجم المتابعة السياسية والإعلامية. حزب الأصالة والمعاصرة لا يخيف العدالة والتنمية، لكن الجميع يعرف الطريقة التي تأسس بها وتصريحاته الأولى والهدف من إنشائه، والحزب الوحيد الذي واجهه هو العدالة والتنمية. لقد كنا نتجه في مسار معين لولا الألطاف الإلهية وحركة 20 فبراير الذين أنقذوا المغرب. – في 2003 كان حزب العدالة والتنمية مهددا بالحل. مفتاح: نحن لازلنا نطالب بالكشف عن حقيقة أحداث 2003 لأنها لم تكشف بعد. التاريخ سيوضح ما وقع آنذاك كما كشف ما وقع في 2009، ونحمد الله على 20 فبراير. – أنتم ترفعون شعار محاربة الفساد، كيف تبرمون تحالفات مع رؤساء ومنتخبين معزولين كما هو الشأن بالنسبة لسيدي سليمان أو مارتيل؟ مفتاح: التحالفات خضعت لمنطق معين، وأصدرت الأحزاب بيانا بشأنها واحترمنا التزاماتنا. ليس لدي حيثيات ما وقع في سيدي سليمان ومارتيل، لكن منطق التحالف المركزي وإرادة الناخبين احترمناها. حزب العدالة والتنمية ولد ولادة طبيعية، وسبق أن تقدمنا في السابق بطلبين لإنشاء أحزاب سياسية في إطار القانون المغربي، وتم رفضهما. العدالة والتنمية شارك بنوع من التدرج في الإصلاح، ويحتل اليوم مكانه في المشهد السياسي. – ما الذي يجعل الأصالة والمعاصرة يجمع خلطة من السياسيين من مشارب مختلفة؟ مريزق: الأصالة والمعاصرة ليس بخلطة بل نتاج فكرة انبثقت من حركة لكل الديمقراطيين. هذه الأخيرة، وإن لم أعش ولادتها لأنني كنت في منفاي الاختياري في فرنسا، غير أنني تابعت الخطوات التأسيسية ومخاض ولادتها. هذه الحركة جاءت في ظرف تاريخي وزمن سياسي عنوانه العريض هو بداية مسار ونهاية تاريخ. لقد تبين بالملموس أن المغرب دخل في منعطف جديد كان يبحث عن فكرة جديدة ومشروع سياسي وعرض مغربي صرف، خاصة حينما تبين أن العالم دخل فيما يسمى بسياسة القرن 21، وتبين أن العالم كان يعيش العديد من الثورات بعضها بالدماء وبعضها بالعساكر وبعضها بتدخلات أجنبية لضمان مصالح اقتصادية وغيرها. وهناك مناطق أخرى في العالم اختارت التغيير السلمي، وبدأت تبحث ليس من خارج أطيافها بل تفكر في أبنائها، وهنا كان نداء الوطن والوطنيين الغيورين الذين أبوا إلا أن يفكروا بشكل براغماتي للانخراط في دعم دولة المؤسسات بتفكيرهم وتاريخهم. نحن لم يطلب منا أحد أن نتخلى عن تاريخنا السياسي واليساري، ولم نطلب من الآخرين أن يتخلوا عن جذورهم القروية والسياسية، فكانت فكرة خلق قطب يجمع العديد من الأحزاب لمواجهة البلقنة. – هل أنتم حزب ذو مرجعية تدبيرية، وفي المقابل هناك خليط من الإيديولوجيات الذي سيجعلنا نجد أعضاء لديهم مرجعية سلفية وإسلامية؟ مريزق: بالنسبة للانخراط فمن حق أي مواطن أن يلجأ لأي حزب سياسي ويطلب الانضمام إليه، فهذا حق مشروع يضمنه الدستور والقانون. من يلتحق بحزب معين ويلتزم بقانونه الداخلي والأساسي، لن يمنعه أحد من الانخراط. أعضاء الأصالة والمعاصرة صوتوا بالإجماع في مؤتمره الاستثنائي على الهوية التي تنبني على الديمقراطية الاجتماعية والمنفتحة. فهو حزب وطني ذو هوية تقدمية ومرجعية ديمقراطية، وجاء ليساهم في بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي، وهو ما يعني أننا لسنا بمجتمع حداثي وديمقراطي. عندما نتحدث عن الأحزاب بمرجعية دينية فذلك لأنها لم تتخلص من المرجعية السلفية ولازالت تعتبر أن المسجد هو مكان لممارسة الدعاية والسياسة. – يقال عن العدالة والتنمية إنكم حزب «التقنيين» بدون أي أفق سياسي، وفي المقابل ترفضون الحديث عن المرجعية الإسلامية. ما ردك؟ مفتاح: العدالة والتنمية هو حزب وطني قائم على مرجعية الدولة والمجتمع، وعلى الملكية الدستورية الديمقراطية وعلى الديمقراطية كآلية من آليات التنافس. «البيجيدي» هو خريج مدرسة الحركة الإسلامية التي آمنت بعملية المشاركة والتدافع السلمي، وله برنامجه السياسي وأفقه الفكري ومرجعيته، ونحن واضحين. الحزب مر بالتطور الطبيعي داخل الحياة السياسية ونحن لم نبحث على أي انقلاب أو أي شيء، ولم نخف يوما من الوطن. في بعض الأحيان نتحدث عن التاريخ، والحال أنه يجب أن نشير إلى التاريخ كاملا أو نطوي تلك الصفحة بشكل كامل. وأعتقد أن جزءا مما نعيشه اليوم هو نتيجة لما وقع بالأمس. – أنتم أيضا خليط من تصورات إسلامية مختلفة. مفتاح: حزب العدالة والتنمية لديه ورقته المذهبية التي تؤطره. – لماذا لم تكتبوا مراجعاتكم؟ مفتاح: السبب هو أن الجيل الذي قام بالمراجعات هو نفسه الجيل الذي لازال موجودا. المراجعات عملية يومية في ممارستنا، ومن لا يقوم بتجديد المراجعات سواء على مستوى الفكر أو الممارسة فإنه يتجه نحو الجمود والموت. – أليست الأحزاب السياسية اليوم رهينة لأسماء وقيادات معروفة من قبيل العماري وبنشماش وبنكيران والرميد وغيرها؟ مريزق: المهم في العملية هو أن أبناء الشعب وصلوا إلى مراكز القرار والمسؤوليات العليا وأصبحوا ممثلين داخل البرلمان، حيث تمكنت وجوه مغمورة من تحمل مسؤولية التدبير والمسؤوليات السياسية، وهذه ليست هبة من أي كان بل نتاج للصمود والنضال والتضحيات. إذا كنا نمارس اليوم مسؤولية من داخل مؤسسة معينة فالأجيال المقبلة يجب أن تبدع هي الأخرى في تجربتها وتعمل على فرز نخب جديدة، على اعتبار أن المغرب ينتظره الكثير على مستوى تخليق الحياة السياسية وأن تعطى فرصة لهذه النخب السياسية الجديدة. – ألا تحسون في العدالة والتنمية بأنكم أسرى كاريزمات الأشخاص ولسنا أمام حزب المؤسسة؟ مفتاح: في بداية البرنامج قلت بأننا فخورين على اعتبار أن النموذج المغربي انتصر، وهناك أطراف في العالم العربي والإسلامي تخطب ود هذا النموذج وتريد استلهام هذه التجربة بفضل نضج مختلف جميع الأطراف والمؤسسات، وعلى رأسها المؤسسة الملكية. الجميع رأى تفاعل هذه المؤسسة مباشرة بعد 20 فبراير، ولولا تواجدها واستمرارها لكنا نعيش لا قدر الله تجارب بعض الدول المجاورة. العدالة والتنمية لديه لوائح وأنظمة داخلية يعتز ويفتخر بها ويشهد بها الجميع. الآن المسؤولية المطروحة على النخب والفاعلين السياسيين، فإذا تجاوزنا التشكيك بالمنظور السابق الموجه للداخلية والدولة العميقة، فاليوم المسؤولية مطروحة على النخب الجديدة. العدالة والتنمية حزب المؤسسة وخرج من كاريزما الأشخاص، والجميع رأى السلاسة والطريقة غير المنتظرة لتدبير مؤتمر 2008 عندما كان الأخ سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب، وجاء بنكيران في إطار من السلاسة التي نعتز بها، لأنه لدينا بناء تنظيمي. – أليست لديكم مخاوف من مستقبل الحزب بعد رحيل بنكيران؟ مفتاح: هناك جيل ثاني وثالث من القيادات. لو كانت لدينا كاريزما الزعيم لما عشنا التدافع الداخلي الذي حسمناه بالديمقراطية الداخلية خلال 20 فبراير. أعتقد أنه لدينا ما يكفي من النضج والديمقراطية الداخلية لتدبير مختلف الأمور، وأتذكر قولة للمرحوم عبد الله بها «الرأي حر والقرار ملزم». نتداول بكل حرية وتجرد داخل مؤسساتنا ونحسم الأمور بالديمقراطية الداخلية. – هل سيقوم العدالة والتنمية بالافتحاص أم ستعتمدون عفا الله عما سلف في الجماعات؟ مفتاح: المواطنون لم يصوتوا لفائدة العدالة والتنمية فقط لنقوم بالافتحاص، بل لأنهم سئموا من طريقة التدبير السابقة. لسنا وحدنا الذين يتحدثون عن وجود الفساد، ولو لم يكن هناك فساد وثقة في هذا الفاعل السياسي لما اختار المواطنون هذا الحزب. بالنسبة للتدبير المحلي هناك أمور مستعجلة، منها خدمات القرب الإدارية والنظافة ومواقف السيارات وغيرها. – هل ستقطعون مع بعض الممارسات المنتشرة، من قبيل تصحيح الإمضاءات خارج الجماعة وفي أي وقت بمقابل مادي؟ مفتاح: إذا لم نقطع مع هذه الأمور فعلينا أن نرحل. قلت بأن هناك أمورا ذات طابع استعجالي، وكل الملفات يؤطرها القانون ولا شيء غيره. الحزب لديه برنامج انتخابي وطني ومحلي، والذي تعاقدنا بناء عليه مع المغاربة. في فاس كان هناك برنامج تحت شعار «فاس تستحق التغيير..فاس تستحق الأفضل»، والذي يضم أزيد من 100 إجراء، وكان لدينا نقاش بشأن إجراءات إنقاذ مدينة فاس. – هل المساندة النقدية لشباط ستدفعكم للمهادنة وغض الطرف عن ملفات الفساد التي سبق أن تحدثتم عنها؟ مفتاح: هذا الكلام المتعلق بالمساندة النقدية هو من ارتدادات نتائج 4 شتنبر وسيتضح أفقها فيما بعد. نحن نقول لا للمهادنة مع الفساد، وهناك آليات وطرق للمعالجة لكن المواطنين ينتظرون أمورا أخرى منها معالجة خدمات القرب. – المواطنون في المغرب أصبحوا يكرهون التوجه إلى الجماعات. ماذا أنتم فاعلون؟ مفتاح: نعم لأنهم كانوا يعيشون الابتزاز، ويؤدون مقابل الحصول على بعض الوثائق المجانية. وأسوأ من ذلك هو ما عاشه المستثمرون في فاس وأبناء المنطقة الذين اضطروا لهجرتها بسبب الابتزاز، وممارسات غير قانونية. وأشير إلى أنه إضافة إلى الأمور الاستعجالية، هناك برنامج متعدد السنوات سيشتغل عليه الفريق المسير والذي سنعمل على إعداده بطريقة تشاركية. – ما الذي سيقوم به الأصالة والمعاصرة على مستوى الجهات؟ مريزق: ما أتمناه هو أن يكون تدبير المدن عقلانيا ويشارك فيه المواطنون والمواطنات، سواء تعلق الأمر بالمجتمع المدني أو القطاع الطلابي، وأن تتم معالجة مختلف الإشكالات المرتبطة بالسكن والتنقل والأمن والصحة والشغل وغيرها، بيد أنه لحد الساعة لم أسمع من النائب المحترم البرنامج الذي سيواجه به هذه الإشكالات. اليوم لا يمكن تسليم السلط بشكل عاد بعدما كان الحزب يقول إن مدينتي فاسومكناس كانتا قلعتين للفساد. والسؤال المطروح هل سيتم فتح هذه الملفات أم أن هؤلاء الذين كانوا يسيرون يجب أن يرفعوا دعاوى قضائية ضدهم؟ – الرهان الأكبر يرتبط اليوم بالجهات. ما هو دوركم؟ مريزق: هناك اختصاصات مشتركة مع الدولة تهم التخطيط والتنمية الجهوية وإنعاش الأنشطة الاقتصادية، سيما دعم الاقتصاد الحر من مقاولات وسياحة ومناطق حرة والتكوين المهني والنقل والطرق وغيرها، وهناك كذلك تكريس التدبير الحر في تسيير الجهة. اليوم نريد التداول بكيفية ديمقراطية، وأن يتم إحداث وكالات جهوية لتنفيذ المشاريع أو شركات جهوية للتنمية. نتحدث عن المجالس الجهوية، وهناك قانون تنظيمي يحيل على مجموعة من المراسيم التطبيقية التي ترتبط ارتباطا شديدا بتدبير الجهات، وهذه القوانين ستصدر لاحقا مما يعني أننا سنشتغل لمدة طويلة بدون نصوص حكومية، وهو ما سيجعل هذا التدبير معتقلا في انتظار الإفراج عن هذه النصوص.