مع اقتراب موعد الزيارة الملكية التي طال انتظارها إلى العاصمة الروسية موسكو، عادت الآلة الإعلامية ومصادرها المقرّبة من الصناعات العسكرية الروسية، لإثارة مشروع بيع إحدى الغواصات الروسية المتطوّرة للمغرب، في خطوة ستشكّل تحوّلا في تسلّح جيش المملكة. صحيفة «سبوتنيك» الروسية الشهيرة عادت للتطرّق لأجندة الزيارة الملكية المرتقب القيام بها في نهاية العام الحالي، معتبرة أن رهانات «تاريخية واستراتيجية مهمة» تنتظر هذا الحدث السياسي. حدث كانت روسيا قد أعلنت عنه منذ عام 2013، حين قالت إنها عرضت على المغرب اقتناء غواصة من نوع «Amur 1650»، ردّا على طلب عرض محتمل من جانب المغرب. «سبوتنيك» عادت خلال نقلها تصريحات السفير المغربي في موسكو، عبد القادر لشهب، التي أكد فيها قرب قيام الملك محمد السادس بزيارة روسيا، إلى التذكير بكون آخر زيارة قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا تعود إلى عام 2002، وأنها كانت قد شهدت توقيع إعلان مشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين الرباطوموسكو. وتنتظر هذه الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات التي تم التحضير لها في الشهور الأخيرة، في مجالات الطاقة والصناعات الغذائية والصناعة العسكرية والفلاحة واللوجستيك. الغواصة التي تعرضها روسيا على المغرب، بسعر يناهز ال150 مليون دولار، تعتبر واحدة من ثمار الجيل الرابع من صناعة الغواصات الروسية، وهي سلاح قادر على حمل صواريخ مضادة للغواصات، وتصيب أهدافها على بعد 40 كيلومترا، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للسفن الحربية، والتي يمكنها ضرب أهدافها على بعد 300 كيلومتر. فيما يبلغ عدد أفراد الطاقم، الذي يمكن لهذه الغواصة المقاتلة حملهم، 35 شخصا. وفي حال إقدام المغرب على اقتناء هذه الغواصة، ستكون أكبر خطوة في مسار انطلق منذ سنوات لتحديث وتطوير السلاح البحري للمغرب، وهو الدولة المطلة على واجهتين بحريتين بطول يفوق 3000 كيلومتر، والمجاور لدولتين متقدّمتين من حيث العتاد العسكري البحري، إسبانيا والجزائر، والمرشّحتين دائما للتحوّل إلى مصدر للتهديد والنزاع بفعل الخلافات الحدودية والترابية مع كل منهما.