يقترب المغرب من إبرام اتفاقية مع روسيا لاقتناء أول غواصة عسكرية، وذلك لتعزيز عتاده البحري خاصة في مياه البحر الأبيض المتوسط، وهو الأمر الذي يبدو أنه "أقلق" أو على الأقل أثار اهتمام البحرية الاسبانية، باعتبار أن الغواصتين اللتين تتوفران عليهما اسبانيا، من صنف "إس 80"، صارتا بجودة أقل، ومقدرتهما العسكرية أضعف من نظيرتها الروسية. وفيما لا يُعرَف موعد محدد لإنهاء التوقيع على اتفاقية شراء الغواصة الروسية الجديدة، فإن مراحل إنجاز مثل هذه الصفقات العسكرية تتم غالبا بنوع من "السرية"، كما أنها تمر من مراحل متعددة تستوجب في البداية احترام تاريخ توقيع العقد، إلى حدود تسليم الغواصة، فضلا عن مرحلتي التدريب والصيانة. اسعيدي: هذه هي الخاصيات التقنية والعسكرية للغواصة الروسية هسبريس اتصلت بالخبير المغربي في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية بالعالم العربي، الدكتور إبراهيم اسعيدي، لمعرفة التفاصيل التقنية والخلفيات السياسية وراء عقد الصفقة المرتقبة بين المغرب وروسيا بخصوص شراء هذه الغواصة البحرية، فقال إن "الغواصةAMUR التي ينوي المغرب اقتنائها، هي من نوع Diesel الإلكترونية التي أنتجتها الصناعة الحربية الروسية لاستبدال الغواصة Kilo Class . وتابع الأستاذ المساعد بقسم العلاقات الدولية بجامعة قطر بأن "أهم ما يميز هذا النوع من الغواصات هو امتلاكها لتقنية التخفي المسماة SONAR بحيث لا يمكن للرادارات وأجهزة الكشف الإلكترونية أن ترصدها"، مشيرا إلى أن "هذه التقنية الموجودة في هذا النوع من الغواصات هي أكثر فعالية من الغواصات النووية، وقد تم تصميمها بالأساس للاشتغال بالمياه الساحلية، ويمكنها القيام بعمليات في أعالي البحار كذلك". واستطرد المحلل ذاته بأن هذه الغواصة تعد بالأساس نسخة متطورة للغواصة KILO التي يتم استعمالها في المياه الباردة في البحار الشمالية الروسية، ولهذا السبب وجدت كل من الجزائر وإيران صعوبة في تشغيلها، والاستفادة منها في المياه الدافئة أو الساخنة، غير أن الغواصة AMUR يمكن أن تشتغل في مناخ استوائي بحكم كونها موجهة للتصدير". وعلى مستوى التهديد العسكري، يوضح اسعيدي، فإن فعاليتها جد متواضعة لأن نموذج " 1650″ الذي يطمح المغرب لاقتنائه لا يتوفر على أنابيب صواريخ للإطلاق العمودي (Vertical Launching System - VLS)، وهذا من الناحية العسكرية معناه أن هذه الغواصة ليست لها القدرة على الردع الأرضي، ولهذا السبب فهي أقل أهمية من الغواصة الأمريكيةLos Angeles التي تمتلك القدرة على إطلاق صواريخ Tomahok، أو الغواصة الروسية Borei Class التي تحتوي على نظام VLS. الأسبان واستخدامات الغواصة الجديدة وأشار الخبير المغربي إلى أن نموذج 1650AMUR يمكن أن يحتوي على 18 من الطوربيدات الروسية (UGST) أو الصواريخ المضادة للسفن من نوع SS-N-15 ، وكل هذه الأمور لا تعتبر جديدة في مجال سلاح الغواصات"، مبرزا أن "اقتناء المغرب لهذا النوع من الغواصات لا يشكل مصدر قلق بالنسبة للنخبة العسكرية الإسبانية". ويشرح بالقول "البحرية الإسبانية تمتلك، منذ الحرب الباردة، ترسانة قوية مضادة للغواصات، وتجربة جد فعالة مع الحلف الأطلسي، غير أنه بحكم الاقتطاعات التي عرفتها ميزانية الدفاع الإسبانية، فإنه تطرح أسئلة عديدة حول مدى إمكانية الحفاظ على هذه الترسانة". وخلص اسعيدي إلى أن "البحرية الملكية المغربية تريد استعمال هذه الغواصات في مجال المراقبة البحرية والاستطلاع بسبب التهديدات المتنوعة التي تواجهها، والمرتبطة أساسا بالهجرة السرية، واتساع شبكة الإرهاب، وتجارة المخدرات وتهريب السلاح، وبالتالي فإن تطوير الترسانة الحربية ستسمح للبحرية المغربية بلعب دور أكبر في مجال الأمن البحري، وتطوير برامج التعاون الدولي". وذهب الخبير في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية بالعالم العربي إلى أنه "إذا كان لا بد من اقتناء هذا النوع من العتاد العسكري، فإنه يستحسن التوجه إلى السوق الأمريكي أو الأوربي، باعتباره الممون الأساسي للجيش المغربي، ونظرا لتفوقه التقني وفعاليته الميدانية مقارنة مع نظيره الروسي".