عبد الرحيم ندير استنفرت تحركاتُ البحرية الملكية في اتجاه تعزيز ترسانتها من الأسلحة المتطورة، من خلال الدخول في مفاوضات مع كل من روسيا وألمانيا لاقتناء غواصة جديدة، المخابراتِ العسكرية في بلدان الجوار، خاصة في إسبانياوالجزائر. وكشفت مصادر موثوقة ل«المساء» عن وجود حالة من القلق تعم الأجهزة العسكرية وأجهزة المخابرات في البلدين، مشيرة إلى أن خبر اقتناء المغرب لغواصة ألمانية من نوع «بي 209/1100» نشره موقع مقرب من المخابرات الإسبانية من أجل جس نبض الجانب المغربي ودفعه إلى الكشف عن معطيات جديدة تهم الصفقة، كما أن الجزائر سارعت إلى تكثيف اتصالاتها لتسريع عملية حصولها على غواصتين روسيتين جديدتين ابتداء من السنة المقبلة. وأكد عبد الرحمان المكاوي، الخبير العسكري، ارتباط تسريب خبر اقتناء المغرب للغواصة الألمانية بالمخابرات الإسبانية، موضحا أن نجاح المغرب في تعزيز منظومته العسكرية البحرية بغواصات جديدة سيقلب موازين القوى في شمال إفريقيا، خاصة أن البحرية الملكية أصبحت تتوفر الآن على ترسانة قوية بعد اقتناء مجموعة من الفرقاطات الهولندية التي تمتلك قدرات عسكرية كبيرة جدا. وأضاف المكاوي أن اقتناء المغرب للغواصة الروسية أصبح قريبا جدا، بعد أن أكدت مصادر رسمية روسية الخبر، موضحا أن المركب الصناعي للتسلح العسكري ب»سانبيترسبورغ» نشر اسم المغرب ضمن لائحة من البلدان ستكون من بين زبنائه لاقتناء غواصات جديدة. غير أن الخبير العسكري قلل من إمكانية اقتناء المغرب للغواصة الألمانية، مشيرا إلى أن أي جهة رسمية لم تعلن إلى حدود الآن عن هذه الصفقة، باستثناء الموقع المقرب من المخابرات الإسبانية، بالإضافة إلى أن كلفتها باهظة جدا. وحول المقارنة بين الغواصة الروسية ونظيرتها الألمانية، قال عبد الرحمان المكاوي إن الغواصة الألمانية تعادل تقريبا 4 غواصات روسية من حيث القدرات العسكرية، مؤكدا أن ما يمنع المغرب من اقتناء الغواصة الألمانية هو ثمنها الباهظ، والذي يقدر بحوالي 500 مليون دولار. وتوقع الخبير العسكري المغربي أن يعرف سوق الغواصات في البلدان النامية تطورا ملموسا خلال السنة المقبلة، مؤكدا أن الأزمة المالية دفعت مجموعة من البلدان المصنعة للأسلحة إلى حذف الشروط السياسية التي كانت تقف حاجزا أمام امتلاك بعض البلدان لغواصات متطورة. واعتبر الخبير أن حصول المغرب على أول غواصة، سواء كانت روسية أو ألمانية، سيفتح الباب أمام البحرية الملكية لامتلاك مزيد من الغواصات وتعزيز ترسانتها من الأسلحة البحرية.وراجت مؤخرا أنباء حول عزم روسيا على بيع المغرب غواصة غير نووية في إطار مشروع أطلق عليه اسم S1000، وهو المشروع الروسي الإيطالي الذي كان قد جمد قبل أربع سنوات قبل أن تقرر الدولتان معا إعادة إخراجه إلى حيز التطبيق. وقد تم تصميم هذه الغواصة الصغيرة خصيصا لتصديرها إلى دول العالم الثالث، وعلى رأسها المغرب ومصر وغيرهما. من جهة أخرى، أفادت مصادر أوربية خبيرة بعالم الأسلحة موقع «ألف بوست» بأن المغرب يرغب في إكمال تسليحه البحري من خلال اقتناء غواصة تنضاف إلى الفرقاطات والسفن الحربية التي اقتناها مؤخرا. ويراهن في هذا الصدد على اقتناء غواصة ألمانية من نوع «بي 1100/209». وتتميز الغواصة الألمانية باستقلالية لمدة خمسين يوما في البحر وتغوص على عمق 300 متر وتحمل 14 طوربيدا، ويمكن تسليحها كذلك بصواريخ. وسيكون المغرب رابع دولة إفريقية تتوفر على هذا النوع من الغواصات.