كان جمهور وضيوف اليوم الثاني من الدورة 12 لمهرجان تيثمار، المقام بأكادير هذه الأيام، على موعد مع مجموعة من الفقرات الفنية أضاءت سماء المدينة في ثلاث منصات: الهواء الطلق وساحة الامل وساحة بيجوان. وقد استمتعت الجماهير الحاضرة، والتي تجاوزت في اليوم الأول 60 ألف متفرج، بفقرة "لوناسة اولاد ايحيا"، صاحبة الباع الطويل في الدقة والميزان الهواري، بحيث جاب أفرادها بخفتهم في المنصة الرسمية طولا وعرضا، وأدوا لوحات جسدت الحرب بين الخير والشر أساسها الكر والفر. وتعتبر هذه الرقصة واحدة من أقدم الرقصات في التراث الشعبي للمنطقة، وتعتمد القيام بحركات متناسقة، مع الانضباط التام لأصغر آلة تستعمل في الرقصة، وهي "الدف" الذي يتحكم في كل الراقصين. كما قدمت الرايسة فاطمة تحيحيت مزين باقة من الأغاني والروائع الخالدة، جعلت الجماهير تصدح معها لتهز الساحة رافعة الأعلام الأمازيغية التي ملأت المكان. وتعد الرايسة فاطمة من بين الفنانات المتجددات في فن "تيرويسا"، إذ بدأت تؤسس لمدرسة خاصة تتميز أساسا باعتمادها الألحان الخفيفة بمقامات شبابية مع الحفاظ على الأصالة التي ورثتها عن كبار فن "تيرويسا"، أمثال الرايس أحمد البنسير، والرايسة فاطمة مقورن، والرايس جنطي. وبعد تحيحيت، صعد المنصة الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، الذي أطرب وألهب الجماهير، إذ غنى للفيزا والباسبور والميمة ولكل ماهو جميل في البادية المغربية، كما غنى لفصل الصيف وجني المحصول، وقد تفاعلت معه آلاف الجماهير. وفي نفس المكان، وأمام نفس الجماهير، صعدت الفنانة هندي الزهرة المعروفة بأدائها لأغاني تجمع بين موسيقى البلوز والجاز والبوب، وحملت الحاضرين إلى عوالم الكلمة الشجية بألحان ومقامات غربية، وبصمت حضورها بترديدها لأغاني عرفت نجاحا كبيرا على الصعيد العالمي. هندي ولدت في المغرب سنة 1979 وقد أقامت مدة بفرنسا، قبل أن تقرر الاستقرار بمراكش، وتعتبر واحدة من أهم فناني "الفولك/الصول" الشباب عبر العالم، حيث بيع من ألبومها الأول الصادر سنة 2010 وحمل عنوان "هاند مايد" 135 ألف نسخة، وحصلت بفضله في نفس السنة على جائزة كونستونتان، وحازت سنة 2011 جائزة "لا فيكتوار دو لا ميزيك" أو "انتصار الموسيقى".