يرجح أن يتم توشيح عبد اللطيف الحموشي، مدير المخابرات المدنية المغربية (الديستي)، ومدير مديرية الأمن الوطني كذلك، بوسام جوقة الشرف بدرجة ضابط من قبل فرنسا الخريف المقبل، خلال زيارة مبرمجة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب. وسيوشح الحموشي مباشرة من قبل الرئيس الفرنسي بأحد أرفع أوسمة الجمهورية، إذ سيحظى باستقبال فرانسوا هولاند خلال زيارته المقررة للمغرب بين أواخر شتنبر وأوائل أكتوبر من العام الجاري. يذكر أن "جون أفريك" سبق لها التأكيد، نهاية فبراير الماضي، استنادا إلى مصادرها، أن فرنسا ستوشح الحموشي في 14 يوليوز الجاري (أمس الثلاثاء)، بمناسبة العيد الوطني لفرنسا، لكن ذلك لم يحدث، ليجري تسريب تاريخ جديد يؤكد على أن التوشيح سيتزامن مع الزيارة المرتقبة لهولاند للمغرب. وكان قد أعلن عن منح وسام رفيع للمسؤول الأمني المغربي في 14 فبراير من قبل وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف، خلال زيارة للرباط حاولت طَي صفحات الخلاف بين البلدين التي استمرت عاما كاملا، حيث أكد أن بلاده ستوشح الحموشي "عرفانا منها بالدور والمجهودات التي تبذلها المخابرات المغربية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأموال"، بعدما تسببت "واقعة" استدعاء مدير المخابرات المغربية للتحقيق معه بشأن "مزاعم تعذيب" في تفجر أزمة كبرى بين المغرب وفرنسا. وكان المغرب قد قرر، عقب الاستدعاء الشهير للحموشي، تعليق جميع اتفاقيات التعاون القضائي مع فرنسا، معتبرا أن حضور سبعة عناصر أمن فرنسية بالزي الرسمي إلى مقر إقامة السفير المغربي بباريس، شكيب بنموسى، من أجل توجيه استدعاء للمسؤول المغربي الرفيع، لم يحترم الاتفاقيات، فضلا عن أنه "خرق للأعراف الدبلوماسية بطريقة مستفزة تخل بحرمة ومصداقية القضاء المغربي". بعد قرار تجميد الاتفاقيات القضائية دخلت العلاقات الفرنسية المغربية أزمة استمرت لعام كامل، ولم تنفرج إلا بداية هذا العام، بإعلان فرنسا استعدادها لمراجعة الاتفاقيات، وإعلانها توشيح الحموشي، الأمر الذي اعتبرته الرباط كافيا لإعادة تطبيع العلاقات وطي صفحات الخلاف، واعتبره المراقبون "اعتذارا" غير مباشر عن حادثة الاستدعاء. هذا وسبق أن وشحت فرنسا الحموشي بوسام جوقة الشرف بدرجة فارس عام 2011.