هيمن العنف على بداية شهر رمضان في اليمن، حيث تبنى تنظيم الدولة الإسلامية سلسلة من الهجمات التي استهدفت مساجد زيدية، فيما يتدهور وضع المدنيين يوما بعد يوم، لاسيما في عدن كبرى مدن الجنوب. وقتل 31 شخصا على الأقل مساء الأربعاء في العاصمة صنعاء التي هزتها خمسة انفجارات متزامنة عشية بدء الصوم. وفيما يضاعف المؤمنون في هذا الشهر أعمال التقوى والخير، يصعد المتطرفون من نشاطهم ويجدون في شهر الصوم فرصة لتكثيف إرهابهم. وسارع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم "داعش" إلى تبني الهجمات التي استهدفت العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ شتنبر. واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للمتمردين الحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان أمام مسجدين آخرين عند صلاة المغرب بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود. وفي بيان نشر على المواقع الجهادية، أكد تنظيم الدولة الإسلامية أنه شن أربعة هجمات بواسطة سيارات مفخخة، اثنان على مسجدين وثالث على مقر المكتب السياسي للمتمردين الحوثيين ورابع على منزل قيادي في التمرد. وأوردت المصادر الأمنية وشهود أن المساجد المستهدفة هي مساجد الحشوش والقبيسي والتيسير والقبة الخضراء. وسبق أن استهدف مسجد الحشوش باعتداء انتحاري في مارس تبناه "تنظيم الدولة الإسلامية". وأسفر هذا الهجوم مع هجومين آخرين آنذاك عن 142 قتيلا. وبعد تلك الهجمات التي كانت الأولى التي تبنتها "الدولة الإسلامية" في اليمن، توعد التنظيم المتطرف الحوثيين باعتداءات أخرى. وتتزامن الهجمات الجديدة على صنعاء مع استمرار المفاوضات غير مباشرة في جنيف بين المتمردين الحوثيين وممثلي الحكومة اليمنية التي انتقلت إلى السعودية. ولا يبدو أن المفاوضات تحقق أي تقدم حتى الآن.