استيقظت اليمن، اليوم الجمعة، على سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت مسجدين للشيعية بالعاصمة اليمنية صنعاء، ومجمعاً حكومياً في مدينة صعدة، مما خلف مقتل 87 شخصا على الأقل وإصابة 260 آخرين. وقال مصدر أمني في صنعاء إن مهاجمين انتحاريين قاما بتفجير نفسيهما في مسجد "بدر"، أحد أبرز المراكز التعليمية لأبناء الطائفة "الزيدية"، فيما قام انتحاريان آخران بتفجير نفسيهما في مسجد "الحشوش" بحي "الجراف"، أحد أكبر معاقل جماعة الحوثي.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان على موقع تويتر المسؤولية عن الهجومين الانتحاريين على مسجدين يرتادهما الشيعة في اليمن اليوم الجمعة.
ويسيطر التنظيم على مساحات من الأراضي في سوريا والعراق.
وقال مصدر طبي ، حسب ما اوردته رويترز، إن 87 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم عندما فجر أربعة انتحاريين أنفسهم في مسجدين بالعاصمة اليمنية صنعاء اثناء صلاة الجمعة. وأضاف المصدر أن 260 شخصا على الأقل اصيبوا في الانفجارات.
ووقع الانفجار الأول في مسجد بدر الذي يضم مركزاً تعليمياً دينياً يديره المرجع الزيدي الدكتور المرتضى المحطوري، بينما وقع الثاني بسيارة ملغمة كانت متوقفة بجوار مسجد "الحَشوش" الذي يخطب فيه عضو اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين طه المتوكل.
وقد طوّق المسلحون الحوثيون مكان الانفجارين بصنعاء، ومنعوا المواطنين من الاقتراب منهما، بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى مكاني الانفجار لإسعاف الجرحى.
ويخضع هذان المسجدان لحراسة أمنية مشددة من قبل المسلحين الحوثيين، خاصة عند أداء صلاة الجمعة، حيث يجري تفتيش الداخلين لأداء الصلاة.
وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها أعمال العنف مساجد في صنعاء، منذ سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على العاصمة اليمنية في 21 سبتمبر
وذكرت المصادر أن الهجومين تم تنفيذهما بنفس الطريقة، حيث قام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه عند بوابات تفتيش على مدخل المسجد، أثناء إلقاء خطبتي الجمعة، بينما استغل المهاجم الثاني انشغال المصلين وتقدم إلى الصفوف الأمامية، حيث قام بتفجير نفسه.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” عن مصادر أمنية أن إمام وخطيب مسجد “بدر”، الذي يوصف بأنه أحد أبرز القادة الدينيين لجماعة الحوثي، سقط بين القتلى، كما أشارت إلى جرح عدد من كبار القادة السياسيين والدينيين الحوثيين.
وفي محافظة “صعدة”، شمال غربي صنعاء، معقل زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وبعد نحو 20 دقيقة من تفجيرات صنعاء، استهدف هجوم ثالث مجمعاً حكومياً، أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل، وإصابة ثالث في حالة حرجة، بحسب تقديرات أولية.
وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الجثث تنتشر في المواقع التي استهدفتها الهجمات، بينما يحاول بعض الأشخاص مساعدة عدد من الجرحى، وسط انتشار لقوات الأمن، كما أظهرت مشاهد الدمار التي لحقت بالمسجدين نتيجة التفجيرات.