أعطى الحسين الوردي، اليوم الاثنين، الانطلاقة الرسمية ل"مبادرة الكرامة" لفائدة المرضى نزلاء ضريح بويا عمر، والتي تستهدف ما يفوق 800 شخص يعانون أمراضا واضطرابات نفسية. وقد عرفت المبادرة تأييدا من طرف بعض أولياء المرضى، فيما لا يزال آخرون يرفضونها. وفي هذا الإطار، قال وزير الصحة إن "المبادرة ليست نوعا من الإحسان نقدمه للمرضى، وإنما هي واجب، وأعمل شخصيا على أن تحقق أهدافها المرجوة"، مشيرا إلى أنها تدخل في استراتيجية وطنية للنهوض بالمجال الصحي للمواطنين. وتحدث "اليوم24″، خلال حضوره الانطلاقة الرسمية ل"مبادرة الكرامة"، إلى بعض عائلات المرضى، التي انتقدتها بدعوى عدم توفر مستشفيات كافية للمرض النفسي، إذ عبرت أم أحد نزلاء "بويا عمر" عن تخوفها على مصير ابنها، معتقدة أن "المستشفيات لا تكمل دورها في علاج المرضى النفسانيين، إذ لا تستقبلهم إلا أياما معدودة ثم تخرجهم بعد ذلك ليصبحوا خطرا على أنفسهم ومن حولهم"، على حد تعبيرها. وفي المقابل، رحب أخ أحد النزلاء بالمبادرة، مشيرا إلى أنه بعد أربع سنوات على إيداع أخيه في أحد نزل الضريح، لم تعرف حالته أي تحسن، بل تزداد كل يوم تدهورا. وعبر من تحدث إليهم الموقع من سكان بويا عمر عن ارتياحهم لنقل المرضى إلى المستشفيات العمومية لتتكفل بهم وزارة الصحة، و"لأنها ستضع بذلك حدا لاستغلال الغرباء عن المنطقة نسب شرفاء "بويا عمر" للاغتناء على حساب النزلاء، الذين يعيشون حالة مزرية داخل النزل، بدءا من تجويعهم ثم سوء معاملتهم". وحسب ما عاين "اليوم24″، يتم تهيئة المريض بالاغتسال والحلاقة وإلباسه لباسا جديدا، ثم اصطحابه، رفقة أحد أقاربه، إلى إحدى المستشفيات والمصالح الطبية المعدة سلفا لاستقبالهم، التي تتكفل بهم مجانا، كما تؤكد الوزارة الوصية. وقد أكد الوزير الحسين الوردي، أنه تم تجنيد كل الموارد البشرية واللوجستيكية لإنجاح المبادرة، التي خُصص لها غلاف مالي قدره ب40 مليون درهم، كما جرى توظيف 34 طبيبا، و122 ممرضا متخصصين في الطب النفسي، إضافة إلى تخصيص أكثر من 60 سيارة إسعاف لنقل المرضى من أماكن إقامتهم بنواحي الضريح إلى المستشفيات والمصالح الصحية. وكان الوردي قد شدد، خلال إحدى جلسات البرلمان، على ضرورة "وضع حد للانتهاكات في حق الأشخاص المصابين باختلالات عقلية وإنهاء احتجازهم"، واصفا ظروف عيشهم في الضريح المذكور ب"المزرية والكارثية، إذ يعانون معاملة جد قاسية"، قبل أن يردف: "بويا عمر سيد مادار والو، والمشكلة ليست في الضريح وإنما في المباني المحيطة به"، مبرزا أنه تحول إلى "بيزنيس"، يحقق رقم معاملات سنوي يناهز عشرة ملايين درهم سنويا، قبل أن يختم بالقول: "إما أنا ولا بويا عمر!".