أفاد مصدر مطلع، وفاة إحدى نزيلات ضريح «بويا عمر» بإقليمقلعة السراغنة، أخيرا، في ظروف غامضة، قبل أن يتم نقل جثتها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي. وأوضح المصدر ذاته، أن عائلة الهالكة حلت لنقل جثة الضحية (ح.ص)، إلى مسقط رأسها بأحد دواوير إقليمالناظور، بعد قيامهم بالإجراءات القانونية والإدارية، طبقا لتعليمات وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة. وأضاف المصدر نفسه، أن الحادث خلف استياء في صفوف مجموعة من الهيآت الحقوقية بالإقليم، والتي تستعد إلى مراسلة المسؤولين الإقليميين والمركزيين، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية في الموضوع وفتح تحقيق نزيه حول أسباب وملابسات وفاة نزيلة أخرى بضريح «بويا عمر». وتجدر الإشارة إلى أن وفاة الهالكة، تصادفت مع النقاش الوطني الذي خلفه برنامج «كرامة» التي يرعاه الحسين الوردي وزير الصحة والذي يستهدف إخلاء ضريح «بويا عمر» من النزلاء الذين يعيشون أوضاعا مزرية . وكان خالد الزنجاري، المدير الجهوي لوزارة الصحة العمومية بمراكش، أكد أن خطة الكرامة التي أعلن عنها الحسين الوردي تأتي لوضع حد للانتهاكات التي تطول الأشخاص والمرضى النفسيين نزلاء «بويا عمر» والذين يعيشون ظروفا كارثية ومزرية ولا إنسانية. ويذكر أن المدير الجهوي لوزارة الصحة العمومية، بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وجد صعوبة كبيرة في إقناع آباء وأمهات المرضى نزلاء ضريح «بويا عمر» بمضمون وأهمية مبادرة «الكرامة»، التي أعلن أخيرا، وزير الصحة عن انطلاقتها بداية الأسبوع الأول من يونيو الجاري، قبل أن يتقرر رفع الاجتماع بتكوين لجنة تمثل أسر المرضى قصد مواصلة الحوار حول السبل الكفيلة بتطبيق الخطة التي قررتها وزارة الصحة والقاضية بإغلاق الأماكن المجاورة للضريح وترحيل المرضى إلى مستشفيات بمختلف المدن المغربية. في الوقت الذي شدد أفراد عائلات المرضى المحتجزين «بويا عمر» على أن ترحيل أبنائهم إلى مستشفيات عمومية غير متخصصة في علاج المرضى النفسيين، لن يحل مشاكلهم ولن يحد من معاناتهم اليومية. وأكدوا أن ما تتضمنه الخطة يشكل عبئا جديدا على أفراد الأسر ويهدد البعض منهم في الدفع بالمرضى لارتكاب أفعال إجرامية خطيرة نظرا للحالات المرضية والاضطرابات النفسية التي يعانيها جل النزلاء.