استقبل موحمادو بوهاري، الرئيس النيجيري الجديد، الجمعة الماضي، عبد القادر الطالي عمار، الممثل الشخصي لعبد العزيز المراكشي، زعيم البوليساريو، وذلك قبل ساعات من مراسيم التنصيب الرئاسي في نيجيريا. عمار نقل تهاني عبد العزيز إلى الرئيس النيجيري بوهاري بمناسبة تنصيبه، ليشكره الرئيس المنتخب حديثا على رأس نيجيريا، مؤكدا له أن نيجيريا "لن تدخر جهدا من أجل ضمان احترام حق "الشعب الصحراوي" في تقرير المصير"، بحسب مصادر إعلامية تابعة للجبهة الانفصالية، التي أضافت أن الرئيس النيجيري عبر، كذلك، عما أسمته أسفه ل"عدم حصول تقدم حقيقي" في قضية الصحراء خلال السنوات الماضية، بحيث شدد على ضرورة أن "يلعب الاتحاد الإفريقي دوره كاملا في هذا الصدد". وكان الملك محمد السادس قد بعث برقية تهنئة إلى محمدو بوهاري، غداة فوزه على خصمه كود لاك جاناتان، وهنأه بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية نيجيريا الفيدرالية، مؤكدا له حرص المملكة المغربية على إعطاء انطلاقة جديدة لعلاقات التعاون التي تربط بين البلدين، "في احترام تام لثوابتهما الوطنية، وتخطي ما طبع الحقبة السابقة من خلافات وسوء فهم أصبحت جد متجاوزة، في سياق بروز إفريقيا جديدة تطمح شعوبها، أكثر من أي وقت مضى، إلى تحقيق التنمية الشاملة، في ظل الأمن والاستقرار". لكن يظهر بأن صفحة دعم نيجيريا للجبهة الانفصالية المناوئة للوحدة الترابية للمملكة لن تطوى قريبا، بعد الاستقبال الذي حظي به قادة البوليساريو ساعات قبل تنصيب الرئيس النيجيري الجديد، وما نقل عنه من مواقف تتماهى مع الخطاب السابق لسلفه، الداعم على طول الخط لمواقف البوليساريو، علما أن المغرب كان يأمل في مواقف "أقل تحيزا" من الرئيس الجديد، خصوصا أن الملك محمد السادس رفض، في مارس الماضي، طلبا تقدمت به السلطات النيجيرية لإجراء مكالمة بينه وبين الرئيس النيجيري السابق، كود لاك جاناتان ، لأن "وقتها غير مناسب". وكان بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون قد أكد أنه "على إثر طلب تقدمت به السلطات النيجيرية لإجراء اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس، ورئيس نيجيريا"، رأى الملك أنه "ليس مناسبا الاستجابة لهذا الطلب، بالنظر إلى ارتباط هذا المسعى باستحقاقات انتخابية مهمة بهذا البلد"، كما أن الرئيس النيجيري السابق كان يريد إيفاد مبعوث له إلى الملك، وهو ما كان سيطرحه خلال المكالمة التي تم رفضها، ل"أنه قد يحمل على الاعتقاد بوجود تقارب بين المغرب ونيجيريا إزاء القضايا الوطنية والعربية الإسلامية المقدسة"، على حد تعبير بيان وزارة الخارجية. وفسرت تحليلات رفض الملك محمد السادس الرد على الرئيس السابق كود لاك جاناتان بمواقفه "العدائية" من قضية الصحراء، إذ عبر، في أكثر من مناسبة، عن انحيازه للبوليساريو ودعمه لها ضدا في المغرب.