وجد الرئيس النيجيري، جوناثان كودلاك نفسه في ورطة كبيرة وهو في أوج الاستعداد للانتخابات الرئاسية المرتقبة أواخر الشهر الجاري، وذلك بعدما وجه له "مؤتمر جميع التقدميين APC"، أكبر حزب معارض في نيجيريا طلبا بتوضيح ملابسات الأزمة الديبلوماسية الأخيرة بين المغرب ونيجيريا والتي وصلت حد استدعاء السفير المغربي بأبوجا للتشاور. ودعا الحزب الرئيس جوناثان كودلاك إلى أن يكون واضحا مع الشعب النيجيري وأن يجيب على مجموعة من الأسئلة العالقة بخصوص الاتصال المزعوم بينه وبين الملك محمد السادس، والذي نفى القصر الملكي حدوثه من الأصل، خلافا لما زعمته السلطات النيجيرية، الأمر الذي وصفه الحزب المعارض ب"الخطير جدا" على اعتبار أنه يصور نيجيريا ك"دولة كاذبة" وبالتالي "يضعها في موقف محرج أمام المجتمع الدولي". وطالب الحزب اليوم الخميس، من خلال بيان يحمل توقيع كاتبه الوطني، محمد لاي، الرئيس بحل هذه "المسألة الشائكة" والرد شخصيا على أسئلة يطرحها جميع النيجيريين لأنها تمسهم جميعا بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، وحدد الحزب الأسئلة التي تتطلب ردودا عاجلة، ومنها "هل تحدث الرئيس جوناثان كودلاك مع ملك المغرب؟ وإن لم يحدث ذلك الاتصال، فمن المسؤول عن هذا التحريف الفاضح الذي أحرج دولة بكاملها؟". وقال "مؤتمر جميع التقدميين" إنه إلى حين رد الرئيس النيجيري على تلك الأسئلة "سيُنظر للنجيريين ككذابين أمام المجتمع الدولي". وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية قد ذكرت في بلاغ لها يوم الجمعة الماضية أنه "على إثر طلب تقدمت به السلطات النيجيرية لإجراء اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس، ورئيس نيجيريا، كود لاك جاناتان، رأى الملك أنه ليس مناسبا الاستجابة لهذا الطلب، بالنظر لارتباط هذا المسعى باستحقاقات انتخابية مهمة بهذا البلد". وبعدها خرجت وزارة الخارجية النيجيرية لتؤكد في بيان لها إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس النيجيري والملك محمد السادس، وهو ما نفاه المغرب مجددا، حيث أصدر الديوان الملكي بلاغا أكد فيه "اندهاش المملكة المغربية للادعاءات الغريبة لنيجيريا" بخصوص الاتصال الذي أكد البلاغ أنه لم يتم إطلاقا.