على الرغم من الاستراتيجية الوطنية التي اعتمدها بوشعيب أرميل، المدير العام للأمن الوطني، لتوفير الدعم والمواكبة النفسيين لعناصر الأمن، يتواصل نزيف مسلسل انتحار عناصر الأمن بالمغرب، حيث أنهى رجل شرطة برتبة مفتش، يعمل بمصلحة الاستعلامات العامة بولاية أمن تازة، حياته شنقا بمنزله يوم يوم الخميس في مشهد مروع، حيث وجدت الشرطة جثته معلقة بحبل ربطه بعمود حديدي يخترق سقف بهو المنزل، بعد أن أبلغ جيرانه مصالح الأمن بانقطاع حركة خروجه ودخوله إلى المنزل. وكشفت التحريات الأولية، التي قادتها الفرقة الجنائية لمصالح الشرطة القضائية للتحقيق في ملابسات الحادث، أن الشرطي البالغ من العمر 34 سنة، أعزب، كان يعاني حالة اكتئاب حادة واضطرابات نفسية، حيث خضع لمدة طويلة للعلاج النفسي بالخلية النفسية التابعة للشرطة بمدينة تازة، فيما أمرت النيابة العامة بإخضاع جثة الشرطي لعملية التشريح الطبي، للتأكد من عدم وجود أي شبهة جنائية وراء وفاته. وذكر مصدر أمني مطلع بتازة أن الشرطي الشاب كان يوجد في فترة استيداع مرضي طويل الأمد، وأنه عرض بداية الأسبوع الجاري (الاثنين 4 ماي) على المجلس الطبي للبت في حالته الصحية والاطلاع على تقرير خلية المواكبة النفسية، لأجل الحسم في مستقبل مساره الوظيفي. وخلفت الطريقة التراجيديا التي اختارها مفتش الشرطة لوضع حد لحياته استياء عميقا وتأثرا كبيرا وسط جيرانه وزملائه، لما كان يمتاز به من روح عالية، وحسن الخلق والمعاملة، وهو ما تبين من خلال جموع الناس من معارفه وأصدقائه، الذين احتشدوا بحي المسيرة 2 فور انتشار خبر انتحاره.