عثرت المصالح الأمنية، صباح اليوم الثلاثاء 3 مارس الجاري، على جثة شرطي داخل مسكنه، في حي السلام بمدينة مكناس، مصابا برصاصة انطلاقا من سلاحه الوظيفي. وأفاد مصدر أمني أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس فتحت بحثا في النازلة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات الحادث، وإن كانت هناك مؤشرات قوية ترجح فرضية الانتحار لأسباب اجتماعية. واضاف المصدر أن جثة الشرطي أودعت بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بمكناس، لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة العلمية والتقنية أبحاثها بمسرح الجريمة. يذكر أن هذا ثالث شرطي ينتحر، إن تبث فعلا انتحاره، في ظرف حوالي أقل من خمسة أيام، حيث انتحر موظف شرطة يبلغ من العمر 53 سنة، حوالي الساعة العاشرة من مساء السبت، بمسكنه الكائن بحي التقدم بتاوريرت، مستعملا حبلا في خنق نفسه. وكان رجل الأمن المنتحر في حالة استيداع مرضي منذ ثلاثة أشهر، وسبق له أن خضع للعلاج النفسي على فترات مختلفة بمستشفى الفارابي بمدينة وجدة. وكان موظف أمن برتبة مقدم شرطة، انتحر يوما قبل ذلك، صباح الجمعة، بوضع حد لحياته داخل مسكنه الكائن بحي النجد، مستعملا حبلا بلاستيكيا في خنق نفسه. وكان الشرطي المنتحر أيضا، في عطلة مرضية، حيث كان يتابع علاجه عند طبيب متخصص في جراحة الجهاز العصبي، وقد عثر خلال المعاينة المنجزة داخل مسكنه عن وصفات طبية وعقاقير خاصة بعلاج الأمراض العصبية والنفسية. يذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني كانت أعطت تعليماتها لخلية علم النفس التابعة لمصالحها المركزية، وكذا خلايا الدعم النفسي على المستوى الجهوي، من أجل تكثيف الزيارات الميدانية، وإجراء مقابلات مع كل موظف تظهر عليه أعراض مشاكل نفسية أو عصبية، وهي العملية التي شملت مجموعة من المصالح والمراكز الأمنية، واستفاد منها العديد من الموظفين، وكانت لها نتائج مهمة في تقديم الدعم النفسي كما ساهمت في استشفاء العديد من الحالات العصبية، حسب المصدر ذاته. ويجري أخصائيو علم النفس، التابعين للأمن الوطني، مقابلات دورية مع الموظفين، وينظمون جلسات استماع لتقديم الدعم النفسي لكل حالة تظهر عليها أعراض نفسية أو عصبية أو حالات اكتئاب.