بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها تصريحات وزير التشغيل عبد السلام الصديقي في برنامج إذاعي، وعلى الرغم من اعتذاره عنها، وجه أعضاء المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية انتقادات لاذعة للوزير خلال اجتماعهم المنعقد، يوم أمس الثلاثاء. وفي هذا الصدد، تطرق أعضاء المكتب السياسي لحزب الكتاب إلى الآثار التي خلفتها تصريحات الصديقي في البرنامج الإذاعي، داعين الوزراء المنتمين إلى الحزب إلى التحلي بمستوى عال من الحذر في كل ما يتعلق بحياتهم الشخصية من جهة، وبالقطاعات التي يسيرونها وتصريحاتهم من جهة أخرى، وذلك بالنظر إلى كونهم تحت الأنظار، حسب ما أفادت مصادر "اليوم 24". وعلى صعيد آخر، تطرق رفاق نبيل بنعبد الله إلى تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط في تجمع خطابي لحزبه نهاية الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن "بنعبد الله أخبره أن شعبية رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران أكبر من شعبية الملك"، وهي التصريحات التي استنكرها قياديو حزب الكتاب، معتبرين أنها " أساليب مشينة تستعمل الافتراء والكذب والبهتان،" وتدخل " في إطار مخطط بئيس هدفه النيل من مكانة حزبنا وسمعة أمينه العام وأعضاء قيادته الوطنية"، حسب ما جاء في بلاغ الPPS. وعلاقة بالخطاب السياسي، تداول قياديو الPPS في مشروع مبادرة مع الأغلبية تروم ضبط الخطاب السياسي، وهي المبادرة التي يتم التفكير فيها بالاشتراك مع الPJD كمرحلة أولى في أفق أن تشمل الأحزاب الأخرى، مع دعوة رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران إلى العمل على "إرجاع الأمور إلى نصابها" في هذا الصدد، حسب ما أكدته مصادر "اليوم 24". وفي السياق نفسه، سجل رفاق بنعبد الله "بأسف وقلق بالغين ما آلت إليه الأوضاع والعلاقات والخطاب السياسي والحزبي من تشنج"، والتي تنم حسب بيانهم عن "محاولات غير محسوبة للبعض في افتعال أزمات، بلادنا في غنى عنها وعن آثارها"، داعيا في الوقت نفسه مكونات المشهد السياسي المغربي من أغلبية ومعارضة إلى "العودة إلى جادة الصواب والتحلي بروح الاحترام المتبادل، وتجنب شخصنة التنافس الديمقراطي المشروع"، مع "الانكباب على المهام الرئيسية المنوطة بالفاعل السياسي، متمثلة في بلورة البرامج والأفكار والمقترحات والدفاع عنها والكفاح اليومي من أجل تنزيلها".