من المرتقب أن تعين الحكومة الإسبانية التي يقودها الحزب الشعبي سفيرا جديدا في الرباط قريب من القصر الملكي الإسباني، كما أنه معروف لدى الدبلوماسية المغربية، وهو الكاتب العام السابق للديوان الملكي الإسباني ما بين 2002 و2011، دييث أوشليتنير رودريغيز، خلفا للسفير الحالي، خوسي دي كربخال، الذي سيحال على التقاعد يوم 3 من يونيو المقبل في سن ال70 سنة، حسب ما نقلته جريدة إلباييس عن مصادر دبلوماسية. من جهة أخرى، عزت وسائل إعلام إسبانية سبب التعجيل في البحث عن خلف للسفير الحالي الإسباني بالمملكة المغربية، إلى ضرورة الحسم في طبيعة السفير القادم قبل الانتخابات العامة المقبلة في الجارة الشمالية، نظرا إلى الطابع الاستراتيجي الذي تتميز به العلاقات المغربية الإسبانية التي تمر في الآونة الأخيرة بأحسن أحوالها رغم «السحابة العابرة» الأخيرة التي عرفتها العلاقة بين الرباط ومدريد بعد مشاركة رئيس الحكومة الإسبانية سابقا، لويس رودريغيث ثاباتيرو في منتدى «كرانس مونتانا» بمدينة الداخلة، وكذلك حادثة وفاة مستكشفين إسبانيين في منطقة ورزازات وما عرفته من تطورات. كما يبدو من خلال الحديث عن هذا التعيين المرتقب ل»دييث أوشليتنير رودريغيز» (62 سنة) – الكاتب العام السابق للديوان الملكي الإسباني ما بين 2002 و2011، والذي كان سفيرا لإسبانيا في مجموعة من الدول: جمهورية الدومينيك والبوسنة والهرسك؛ ومنصب مدير السياسة الخارجية لأوروبا وسفير في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية – والذي كان سيعين في دولة البرتغال قبل أن يتم التراجع عن القرار بغية تعيينه في الرباط، أن مسألة العلاقة المغربية ليست قضية اليمين أو اليسار الإسبانيين أو القصر الملكي الإسباني، بل هي قضية الدولة الإسبانية نظرا إلى طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين المملكتين، وكذلك طبيعة الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية بين الجارين. يُذكر أن السفير المغربي في إسبانيا فاضل بنعيش صديق طفولة الملك محمد السادس، عوّض مؤخرا أحمد ولد سويلم، وذلك لتطوير العلاقات الثنائية مع إسبانيا وتجاوز الأزمات التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى. وإن صح خبر تعيين دييث أوشليتنير رودريغيز المقرب من الملك الإسباني، فيليبي السادس، سفيرا جديدا لمدريد في الرباط سيكون بمثابة ترجمة للتحسن الأخير الذي عرفته العلاقات المغربية الإسبانية في الآونة الأخيرة. للإشارة، فإن وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، التقى مع نظيره الإسباني، خوسي غارسيا ماراغايو، في اجتماع ثنائي في مدينة برشلونة لتطويق «الأزمة» التي عرفتها العلاقات المغربية الإسبانية بعد وفاة اثنين من مستكشفي المغارات الإسبانيين في أحد منحدرات جبال ورزازات، علاوة على إصدار القاضي الإسباني، بابلو روث، المثير للجدل، والذي غادر مؤخرا أسوار المحكمة الوطنية بمدريد مذكرة اعتقال في حق 11 مسؤولا مغربيا.