لقي فلاحان، يوم السبت الماضي، في جماعة "بني أحد" في إقليمشفشاون، مصرعهما أثناء قيامهما بتوسيع بركة مائية كبيرة. ووفق ما كشفه مصدر مطلع، فإن المزارعين اللذين يبلغان على التوالي 34 و 18 سنة، لقي مصرعهما أثناء عملية الحفر، بعد انهيار البركة وسقوط الأتربة بشكل كبير فوق رأسيهما "كانوا ثلاثة مزارعين أحدهم نجى بأعجوبة، فيما لقي الأخران مصرعهما في المكان نفسه"، يقول المصدر نفسه. وأكد المصدر ذاته في اتصال مع "اليوم24″، أن غرض المزارعين من توسيع البركة المذكورة، كان هو الحصول على أكبر كمية من الماء لاستعمالها في فترة الصيف للري، ولم يستبعد المصدر أن الهالكين كانا ينويان تجميع المياه لري محصول الكيف "هذه الجماعة حديثة العهد بزراعة القنب الهندي، وعلى الرغم من ذلك، فهي كباقي مناطق غمارة تعيش أزمة مياه، ويضطر المزارعون إلى تجميع المياه لاستعمالها في سقي محصول الكيف"، يؤكد المصدر نفسه. في السياق نفسه، قال عبد الله نورو، رئيس كنفدرالية جمعيات غمارة، إن إقليمشفشاون يعيش أزمة مياه حقيقية، وهو ما ينذر بكارثة في المنطقة، خصوصا المناطق التي عرفت اجتثاثا للغابات وفق التحدث نفسه. وحذر نورو في تصريح ل"اليوم24″، من اندلاع "حرب المياه"، في المنطقة بين العائلات والمزارعين، مشيرا في هذا السياق إلى أن بوادر هذه الحرب تتجلى في دخول عدد منهم في صراعات، وصلت إلى المحاكم، وأضاف أن هذا الوضع مستمر "لأن الدولة لا تتوفر على سياسة مائية واضحة في الإقليم". وأكثر منذ لك كشف المتحدث نفسه، أن الأزمة تشمل أيضا المياه الصالحة للشرب "في المراكز الحضرية كباب برد نعاني ندرة المياه، ويحدث أن تشهد 6 أشهر في السنة انقطاعات متكررة، أما المناطق القروية فالوضع يختلف والأزمة أشد". وتوقع المصدر نفسه أنه في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه بالإضافة إلى المشاكل والصراعات، قد يهاجر عدد كبير من سكان هذه المناطق إلى مدن كطنجة وتطوان، ولتجنب هذا الوضع طالب الفاعل الجمعوي بإخراج السدود التلية التي كانت وما تزال مطالب السكان للخروج من الأزمة الحالية.