يبدو أن الصراع حول امتلاك أراضي زراعة الكيف ومياه السقي، انطلق من جديد بمنطقة كتامة، هذا ما يتضح من خلال الحادث الذي عرفته نواحي جماعة مولاي أحمد الشريف قيادة إساكن (دائرة كتامة)، صباح الأحد، حيث كشف مصدر مطلع أن أشخاص دخلوا في شجار حول حفر صهريج لتجميع المياه لاستعمالها في ري محصول الكيف، انتهى بإصابة أحدهم بجروح تطلبت نقله إلى المستشفى المحلي بتارجيست ومنه إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة لتلقي العلاج. مواجهات إرتفعت حدتها في السنوات الأخيرة، حيث تسجل الفعاليات الجمعوية النشيطة بالمنطقة كل سنة عدة حوادث من هذا النوع، وهو ما دفعها إلى دق ناقوس الخطر أكثر من مرة. مثل هذا الوقت من كل سنة تعرف مناطق زراعة الكيف بصفة عامة ومنطقة صنهاجة بصفة خاصة "مناوشات واشتباكات بين المزارعين حول امتلاك أراضي جديدة أو إحداث أبار وصهاريج لسقي الكيف تصل إلى حد المواجهة المسلحة". ابتداء من هذا الموسم ستشهد منطقة صنهاجة دخول "موضة" تشييد الصهاريج المائية التي تصل قيمة تشييدها ما بين 60 و 100 مليون سنتيم، وذلك في "محاكاة لما يحصل في منطقة غمارة التي تكون دائما سباقة لجلب التقنيات والبذور الجديدة الخاصة بزراعة القنب الهندي" يضيف نفس المتحدث. الانتقال إلى هذا النوع من وسائل الري "دليل على أن الفرشة المائية بالمنطقة قد نضبت بسبب الحفر العشوائي للآبار والاستغلال الجائر لعيون المياه، وكذا القضاء على الغطاء الغابوي"، وهذا ينذر حسب أدرداك "بكارثة بيئية خطيرة بالمنطقة تستدعي تدخلا عاجلا من لدن السلطات". تجدر الإشارة إلى أن صهاريج تجميع المياه هذه يتم حفرها بواسطة جرافات وآلات ثقيلة، وتشكل خطرا على العاملين فيها، حيث تسببت أخيرا بضواحي باب برد في مقتل 5 أشخاص بعد انهيار التربة عليهم.