لم تعد حرب الماء بالقرى المعروفة بزراعة الكيف مقتصرة على المواجهات المتقطعة والملاسنات الكلامية بل أصبحت تقتل، حيث أدى نزاع عنيف حول مياه سقي الكيف بمنطقة بني كميل التابعة لإقليم الحسيمة إلى جريمة قتل راح ضحيتها شاب يبلغ 24 سنة. وتعود حيثيات الحادثة، التي نشبت ببلدة بني بونصار، إحدى القرى المعروفة بزراعة القنب الهندي حسب مصادرنا، إلى صراع نشب بين شاب يبلغ 17 سنة وابن عمه حول حصتهما من المياه المستعملة لسقي الكيف، قبل أن تتحول الملاسنات الكلامية إلى صراع بالأيدي انتهى بتوجيه طعنة قاتلة بسكين حادة إلى جسد الهالك. وليست هذه هي المرة الأولى التي تؤدي حرب المياه إلى مواجهات بالأسلحة البيضاء، حيث شهدت المنطقة خلال السنة الماضية مواجهات أدت إلى جرح العشرات في منطقة الريف دون أن تتدخل السلطات لإيجاد حل للمشكلة، خاصة في ظل انتشار أنواع من نبات الكيف معروفة بحاجتها الكبيرة إلى المياه. وكان تقرير لجمعية صنهاجة الريف قد حذر من التداعيات الخطيرة لحرب المياه على سكان المنطقة، مؤكدا في هذا الصدد أن «المنطقة تعرف ما بين شهر ماي وغشت من كل سنة، صراعات خطيرة حول الموارد المائية من أجل سقي الكيف، مما ينذر باشتعال حرب حول الماء بين السكان، علاوة على أنها «تعرف استغلالا غير معقلن وغير منظم للموارد المائية، حيث تنتشر الآلاف من الأنابيب المائية التي تنقل الماء من عيون المياه المنتشرة بالجبال ومن الأنهار ومن البرك المائية، إضافة إلى استخدام مضخات المياه والمحركات لنقل المياه من الأنهار والآبار، مما يهدد الموارد المائية بالجفاف». وأضاف التقرير في المنحى ذاته أن المناطق المعروفة بزراعة الكيف تعرف انتشار ظاهرة حفر الآبار بطريقة غير منظمة، مما يهدد باستنزاف الفرشة المائية، ناهيك عن أن المداشر الموجودة بأعلى الجبل تستغل مياه الأنهار بطريقة جائرة، مما يقطع وصول المياه إلى المداشر الموجودة بالسفح، الشيء الذي يؤدي إلى صراعات خطيرة بين المداشر، مشددا على أن المنطقة تشهد إضافة إلى كل ذلك «استعمالا غير قانوني للكهرباء من أجل توليد الطاقة لعمل المضخات المائية، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن السكان».