يبدو أن الخلافات التي تعرفها منطقة "صنهاجة سراير" حول السيطرة على منابع المياه بين مزارعي الكيف مقبلة على مرحلة دموية بعد دخول المحصول لمرحلة يحتاج فيها إلى المزيد من المياه قبل موسم الحصاد حيث عرفت جماعة "بني بونصار" مساء أول أمس حالة من الاحتقان بعد إقدام أحد المزارعين على ري محصوله ليلا وهو ما دفع بمزارعين أخرين ينتمون إلى دوار بنفس الجماعة إلى رشقه بالحجارة لمنعه من الري، وكادت الحجارة التي انهمرت على المزارع من كل صوب وحد أن تودي بحياته لو لم يفر بجلده. بعد الواقعة توجه 17 مزارع إلى قائد قيادة "بني بونصار" لمطالبته بالتدخل في الموضوع وإنهاء النزاعات التي ينخرط فيها المزارعون بين الفينة والأخرى، وبناء على هذه الشكوى التي تقدم بها المزارعون وجه القائد دعوته الى 27 شخص بالجماعة للحضور غدا الخميس 10 يوليوز إلى مقر القيادة لتدارس هذا الاشكال لتجنب دخول المنطقة في حرب طاحنة بسبب الماء. وليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها صراعات حول الماء، إذ سبق للجماعة نفسها وجماعات مجاورة أن عرفت صراعات دموية بين المزارعين نجم عنها في الكثير من الأحيان جرائم قتل، وغالبا ما تندلع هذه الصراعات عندما يتطلع مزارع إلى احتكار استغلال المياه لوحده، أو استعمال مضخات كبيرة لضخ المياه إلى المزارع ما يؤثر على صبيب المياه. في هذا السياق كشف مصدر من المنطقة أن نشطاء من المجتمع المدني سبق لهم أن طرحوا على السلطات المعنية إجبار المزارعين على العمل بالطريقة التقليدية في ري المحاصيل، كما كان الأمر سابقا قبل دخول المضخات على الخط، حيث كان الجميع ينتظر دوره دون أن يضطر إلى الدخول في صراعات، لكن المصدر نفسه كشف بأن هذه الخلافات والصراعات برزت مع قدوم مزارعين كبار من خارج المنطقة، وفي حالة عدم إيجاد حل لهذه الخلافات توقع المصدر نفسه دخول المنطقة في "حرب شاملة بسبب الماء".