بالرغم من كون الخصاص الذي يعرفه عدد الأطباء في المغرب من أهم أسباب مشاكل المنظومة الصحية، إلا أن أكثر من 700طبيب حديثي التخرج يواجهون شبح البطالة. هذا العدد الكبير من الأطباء مهدد بالبطالة بسبب عدم إجراء مباريات التخصص في جميع المراكز الاستشفائية للملكة طوال سنة2013، حسب ما جاء في بيان ل "تنسيقية الاطباء المعطلين"، يتوفر "اليوم24"على نسخة منه، استنكر فيه الاطباء "عدم تخصيص مناصب مالية لانقاذ هذا العدد الهائل من البطالة الحتمية، خلافا لما نهجته الدولة من سياسة تكوين3300 طبيب في السنة في أفق2020."
ويردف الأطباء في بيانهم أنه تم تخصيص980منصب مالي كانت مخصصة برسم السنة المالية 2013، لتسوية الوضعية المالية للأفواج السابقة من الأطباء الداخليين والمقيمين "على حساب الفوج الحالي من الأطباء المتخرجين،" معلنين رفضهم لكل القرارات التي من شأنها "المس بالمكتسبات، دون إشراك جميع الأطراف المتدخلة في القطاع مما سيكون له عواقب وخيمة وكارثية على صحة المواطن المغربي وعلى مستقبل الأطباء،" ومطالبين بتحديد تاريخ رسمي وثابت لمباراة الإقامة خلال السنوات المقبلة لتفادي هذه الاشكالية.
وأكد جواد فراج، عن التنسيقية الوطنية للأطباء المعطلين في تصريح ل"اليوم24" أن الخيارات المطروحة أمام هذا الكم الهائل من الأطباء في حال عدم الإعلان عن مناصب كافية في مباريات التخصص تنحصر في " البطالة، وهذا هو المصير الأقرب لكون دارسي الطب لم يعودوا ينحصرون في أبناء الطبقة الغنية، كي ينفتح أمامهم المجال للخيار الثاني وهو فتح عيادة خاصة كطبيب عام، لعدم توفير الدولة أي تسهيلات للأطباء في هذا المجال."
وشدد فراج على ان مشكل التكوين يبقى أهم الهواجس التي تواجه هؤلاء الاطباء الذين قد يحرمون من التخصص، مؤكدا على أنهم "متوجسون من وجود اتجاه يسعى الى حرمان طلبة الكليات العمومية من التخصص في أفق ترك المجال في ذلك لكليات الطب الخاصة التي كثر الحديث حول انشائها."
وأضاف فراج أن الاطباء المعطلين سيخوضون وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة يوم22 أكتوبر، ستعرف مشاركة للاطباء الاساتذة وطلبة الطب، مع ترك الاحتمالات مفتوحة لجميع الاشكال الاحتجاجية، التي قد تصل الى خوض اعتصام امام مقر الوزارة في حال عدم ايجاد حلول مرضية للملف المطلبي لهؤلاء الاطباء الذي يتضمن نقطا كثيرة تتعلق بتحسين جودة التكوين وشروط اشتغال الأطباء في القطاع العام، الذين يقول فراج انهم رغم الاحتجاجات " يتركون الباب مفتوحا أمام الحوار الجاد والمسؤول، الذي يسعى الى تجاوز مشاكل القطاع الذي يعرف اضطرابا كبيرا."