خلفت الفيضانات التي شهدتها جل مناطق المغرب طيلة هذه السنة ونهاية السنة الماضية خسائر كبيرة على مستويات عديدة ضمنها الشبكة الطرقية. ونالت الطريقة الجهوية رقم 704 التي تربط بين بومالن دادس وأمسمرير نصيبها من التدمير، حيث أن مقاطع كبيرة منها تضررت كثيرا خاصة على مستوى المقطع بين تدريت و إمينوارك ثم بين تدريت وتيزيين. ولعل اكبر الأضرار التي لحقت هذه الطريق، كما عاينتها اليوم 24، سُجلت على مستوى ما يعرف بمنعرجات "تيسضرين" المعروفة وذات الصيت العالمي، حيث تضررت قاعدة وأساسات الحائط الذي يشكل حاجزا وقائيا للمنعرج الموجود في الأسفل وهو أول المنعرجات الذي يصادفه كل قادم من بومالن دادس في أسفل هذه الطريق الملتوية. وأصبح يشكل خطرا كبيرا على كل المركبات التي تمر منه بشكل يومي بعد ان أضحى مهددا بالإنهيار في أية لحظة. وعاينت اليوم 24 في هذا الحائط ثقبا كبيرا يبلغ عرضه حوالي أربعة أمتار وبعلو يقدر بحوالي ثلاثة أمتار. كما ان الطريق أصبحت ضيقة جدا بسبب وضع أحجار لمنع السيارات من الاقتراب من الموضع المهدد بالإنهيار، إذ لم يعد يتعدى عرضها أكثر من أربعة أمتار. وتمر من هذه الطريق بشكل يومي شاحنات ثقيلة بل ومقصورات أيضا بالإضافة إلى السيارات الخفيفة وسيارات النقل المزدوج إضافة إلى حافلة كبيرة تقل عشرات الأشخاص تؤمن الخط الرابط بين بومالن وأمسمرير بمعدل رحلة ذهاب وإياب كل يوم. ويزداد الخطر عندما يتعلق الأمر بالشاحنات ذات الحمولة الكبيرة حيث يتضاعف إحتمال الإنهيار خاصة ان الطريق تعتبر المنفذ الوحيد الذي يستعمله سكان دواوير كثيرة متفرقة على طول وادي ويشهد حركية كبيرة خاصة في أيام الأسواق الأسبوعية في كل من تلمي وأمسمرير. ورغم أن مديرية وزارة التجهيز بورزازات قامت بوضع حارسين لتنبيه الناس للخطر المحدق بهم بالإضافة إلى وضع لوحات طرقية في المكان القابل للإنهيار، إلا ان ذلك يبقى حلا ترقيعيا إذ يتطلب الأمر التدخل الفوري والعاجل قبل أن تقع الكارثة، لاسيما وأن نفس المنعرج عرف حوادث سير مأساوية لعل أبرزها يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي حينما هوت شاحنة كانت قادمة من بومالن دادس في نفس المكان بالتحديد . الواقعة المأساوية التي لازال يتذكرها الكثيرون حدثت سنة 1980 حيث إنقلبت شاحنة كانت تقل ركابا كثيرين وبدأت تتدحرج حتى الوادي مما خلف مقتل 21 شخصا . وحري بالذكر أن الطريق الجهوية رقم 704 بناها المستعمر الفرنسي وتعتبر منعرجات "تسضرين" النقطة السوداء فيها إذ سبق وأن صنفتها مواقع إلكترونية عالمية ضمن أخطر عشر طرق عالميا إلى جانب طرق أخرى في كل أرجاء المعمور. هذه المنعرجات الملتصقة تقريبا بمضايق دادس السياحية (Les gorges de Dadès)عرفت تصوير إشهارات عالمية ويتوافد عليها عدد كبير من السياح سواء من داخل المغرب أو خارجه. وقال سائقو سيارات الأجرة والشاحنات الذين إلتقاهم اليوم 24 ان المنعرج أصبح يشكل خطرا على حياتهم ويتوجب على السلطات التدخل في أسرع وقت ممكن لإصلاحه. ونقلت اليوم 24 سؤال خطورة المسلك الطرقي إلى أحمد صدقي النائب البرلماني عن المنطقة، وفي هذا الصدد صرح في اتصال هاتفي بالموقع بأنه ومباشرة بعد الفيضانات التي شهدتها المنطقة والتي دمرت طرقا كثيرة قام بإعداد خريطة بأهم النقط السوداء على الصعيد المحلي والإقليمي وكان من بينها منعرجات "تسضرين"، وقام بنقل المذكرة الخريطة بعد ذلك إلى وزارة التجهيز. وأضاف بأنه صاغ المشكل على شكل سؤال كتابي طرحه على وزير التجهيز بالبرلمان. كما صرح مصدر من داخل مديرية التجهيز بورزازات بأن المديرية قامت بوضع برنامج إستعجالي لإصلاح الطرق التي تضررت بفعل مياه الفيضانات بإقليمي ورزازات وتنغير، وبان منعرجات "تسضرين" تدخل ضمن أهدافه. إن مجرد التفكير في عواقب انهيار محتمل للمنعرج الخطير يجب أن يدفع السلطات إلى التدخل