لايزال الوضع في الطريق الوطنية 704، التي تربط بين بومالن دادس وأمسمرير على ما هو عليه منذ الفيضانات التي شهدها المغرب نهاية عام 2014 وبداية عام 2015. هذه الفيضانات التي خلفت خسائر كبيرة في جل طرق المملك، والتي لم تسلم منها هذه الطريق أيضا . ولاتزال حالة الطريق 704 سيئة في عدة نقط، لعل أخطرها على مستوى منعرجات "تسضرين" المعروفة بمناظرها الخلابة والتي تعرف توافدا كبيرا للسياح بالنظر إلى قربها من مضايق دادس (Les gorges de Dadès) ، كما أن شركات عالمية قامت بتصوير إشهارات فيها. وهذه المنعرجات، التي صنفتها مواقع إلكترونية عالمية من بين أخطر عشر طرق على الصعيد العالمي ، أصبحت تنذر بكارثة حقيقية إذ أصبح أحد منعرجاتها على وشك الإنهيار، وأصبحت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم، وبعد أن كان الإنهيار قبل أشهر يقتصر على الحائط الذي يشكل الحاجز والأساس الذي يستند عليه المنعرج الموجود في الأسفل، والذي يصادفه كل قادم من بومالن دادس، أصبح الآن أكثر خطورة من الأمس، ذلك أن ثقبا ثانيا ظهر هذه المرة في الطريق لتصبح ضيقة أكثر من السابق حيث أصبح السير يتم عبر ممر لا يزيد عن ثلاثة امتار. ويشكل هذا الأمر خطرا على كل مستعملي هذه الطريق، حيث تمر منها حافلات وسيارات للنقل المزدوج، وكذلك شاحنات ومقصورات تنقل حمولات كبيرة قد تنهار بإحداها في أي لحظة. كما أن هذا المسلك الطرقي يعرف هذه الأيام حيوية كبيرة مع حلول عيد الفطر والعطلة الصيفية إذ يتنقل الناس من المدن الداخلية هربا من الحرارة في اتجاه هذه المنطقة التي تتسم بطقسها الجميل. ورغم أن مصدرا من داخل مديرية التجهيز بورزازات سبق أن صرح لموقع "اليوم 24 " في وقت سابق أن المديرية وضعت برنامجا استعجاليا لإصلاح الطرق المتضررة في إقليمي تنغير وورزازات، ومن بينها هذه الطريق، إلا أن الأمور إلى حدود الساعة لم تتغير، ولم تبدأ الأشغال فيها بعد حتى حدود اليوم. فمتى يتدخل المسؤولون لتفادي وقوع كارثة، خصوصا أن هذه النقطة الكيلومترية بالضبط مرتبطة بحدث مأساوي يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين خلف سقوط شاحنة بالمنعرج نفسه مقتل أزيد من عشرين شخصا؟