أكثر من أربعين دركيا ورجل أمن تابعين لقوات التدخل السريع حلوا، صباح أمس الأربعاء، بدوّار أولاد عمّوش لكرارمة بالجماعة القروية «زمران الغربية» بإقليمقلعة السراغنة، لمنع السكان المحليين من التعرّض لأشغال إنجاز مسلك طرقي باتجاه ضيعة في ملكية عبد الرحيم واعمرو، المستشار البرلماني، ورئيس المجلس الإقليمي للسراغنة، والأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهي الضيعة التي يسيرها أحد أبنائه، ويحتج سكان المنطقة على الأضرار الصحية والبيئية التي تتسبب فيها. ساكنة دوّار أولاد عمّوش سبق لهم أن وجهوا شكاية إلى رئيس الحكومة، ووزير الداخلية، وعامل إقليمقلعة السراغنة، يؤكدون فيها أن صاحب الضيعة استغل نفوذه السياسي، وأحدث مسلكا طرقيا عرضه أكثر من 8 أمتار، يؤدي إلى وحدات لتربية الدجاج، ويمرّ من وسط مقبرة الدوّار التي شطرتها الطريق إلى جزأين، بل إنهم أكدوا أن القبور اقتُلعت، وظهرت رفات الموتى أثناء إنجاز المسلك المذكور. وقد سبق للسكان أن نظموا مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام حاملين معهم مواشيهم باتجاه مقر عمالة الإقليم بمدينة قلعة السراغنة، احتجاجا على ما يعتبرونه» أضرارا صحية وبيئية يعانون منها بسبب عدم احترام ابن رئيس المجلس الإقليمي للمعايير البيئية، ولبنود دفتر التحملات الخاص بإحداث وحدات تربية الدواجن»، ومؤكدين أن صاحب الضيعة قام بتشييد وحدة لتربية الدجاج لا تبعد سوى بخمسين مترا عن منطقة آهلة بالسكان. «ورغم إيفاد لجنة إقليمية مختلطة لمعاينة هذه الأضرار، فإن الوضع استمر على ما هو عليه، وظل السكان يعانون، إذ لم يقو أي مسؤول على التدخل لتطبيق القانون، بسبب استغلال المشتكى به للنفوذ السياسي الذي يتمتع به والده»، يقول أحد المحتجين. كما سبق لممثلين عن السكان المحتجين أن عقدوا اجتماعا مع الكاتب العام للعمالة حضره رئيس قسم الشؤون الداخلية، ورئيس المصلحة البيطرية، أوضحوا خلاله أن صاحب المشروع قام بإحداث 22 وحدة لتربية الدجاج، في الوقت الذي لا يتوفر فيه سوى على ترخيص بإقامة 5 وحدات. وأضافوا أن السكان يعانون من الروائح الكريهة التي تسبب لهم أمراض الربو والحساسية، خاصة بالنسبة للأطفال والمسنين، بسبب التخلص من الدجاج النافق بطريقة عشوائية، حيث يتم رميه وسط الدوار وتتجمع حوله الكلاب الضالة، التي أصبحت تشكل بدورها خطرا على الساكنة، خاصة أثناء الليل. وعبّر ممثلو السكان، خلال الاجتماع نفسه، عن استيائهم ممّا اعتبروه «موقفا ملتبسا وسلبيا» للطبيب البيطري، ولرئيس مجلس جماعتهم القروية المنتمي إلى الهيئة السياسية نفسها التي ينتسب إليها صاحب الضيعة. يذكر أن الضيعة الفلاحية نفسها كانت شهدت، قبل سنتين، وفاة عامل يدعى «لحبيب الكَهيدة»(33 سنة) متأثرا بما قالت المصادر الرسمية إنه مرض»الحمى الفحمية»، بينما أكدت مصادر حقوقية أن المرض يتعلق بالتهاب الدماغ الإسفنجى الذي يصيب البشر، ويقابله لدى الحيوان مرض جنون البقر. وقد أثارت الوفاة وقتها احتجاجات السكان، الذين طالبوا بفتح تحقيق في الأسباب الحقيقية لوفاته، ومتابعة المسؤولين عن عدم احترام صاحب الضيعة لدفتر التحملات، وقيامه بإحداث وحدات لتربية الدجاج والأبقار في الضيعة نفسها الواقعة بقلب تجمع سكني. وقد اتصلت «أخبار اليوم» هاتفيا برئيس مجلس زمران الغربية، عبد الحكيم اليزيدي، لعرض وجهة نظره والرد على اتهامات سكان جماعته القرويّة، غير أنه اعتذر، ملتمسا إمهاله ساعة لانشغاله بحضور إنجاز أشغال عمومية، قبل أن يرفض الرد على اتصالاتنا المتكررة.