برونو بارد، المدير الفني لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش، هل استطاع أن يؤدي دوره داخل المهرجان السينمائي الأول في المغرب؟ سؤال تأتي الإجابة عنه بالنفي إذا ما تأملنا برمجة هذه السنة، وربطناها بسابقاتها، واتجهنا نحو الكواليس، التي تؤكد أنه لا يقدِّر المغاربة الذين يشتغل لديهم في مهرجانهم السينمائي الأول. فحسب مصادر مختلفة مقربة من دائرة كواليس مهرجان مراكش، فإن الفرنسي برونو ينظر إلى المغاربة باستعلاء، ولا يقدر كما يجب العاملين المغاربة معه، معتبرا أن له الفضل الكبير في استمرار المهرجان، رغم أن ذلك لا يظهر من خلال كثير من الاختيارات، التي أسقطت المهرجان في التكرار (إن لم نقل إنها أدخلته خانة الاحتكار الفرنسي له). ومن بين هذه الاختيارات هذه السنة، اختيار المخرج الفرنسي بونوا جاكو، الذي سبق له المشاركة في المهرجان مرات عدة، إحداها مشاركته في رئاسة لجنة تحكيم أفلام المدارس في دورة سابقة، وهذه السنة يلقي درسا سينمائيا ضمن فقرة «الماستر كلاص»، إلى جانب برمجة فيلمين من أفلامه: «بدون فضيحة» و«ثلاثة قلوب»، ضمن فقرة «السينما بتقنية الوصف السمعي» المخصصة للمكفوفين، الذين يفترض أن تقدم لهم أفلام شهيرة سبق لهم أن سمعوا بها، مثلا. الأمر الذي يدفع إلى التساؤل: هل وقع المخرج عقدا مع المهرجان ليحضره دائما وأبدا؟ ! يضاف إلى ما سبق اختيار برونو بارد ثلاثة عناصر فرنسية ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، علاوة على استضافة كثير من الممثلين والمخرجين الفرنسيين، ولا يتعلق الأمر هنا سوى بفناني الدرجة الثانية، إذا ما استثنيت رئيسة لجنة التحكيم، إيزابيل هوبير. وغير ذلك، فإن برونو بارد لا يلتزم باختيار المهرجان لمبدأ العرض الأول للفيلم في مراكش كشرط للمشاركة، ويكفي في هذا السياق أن نعلم أن العديد من الأفلام التي يدعي أنه أبدع في اختيارها هي أفلام أخذها من نتائج لجان التحكيم في مهرجانات أخرى. ومن ذلك الفيلم الكوري الجنوبي «بحر الضباب»، الذي يفترض أن عرض زوال امس الخميس، والفيلم الصربي «ابن لا أحد»، الذي دخل المسابقة الرسمية أول أمس، وغيرهما من الأفلام التي شاركت في مهرجانات أخرى وتوجت خلالها بجوائز.