في الذكرى 47 لحكم الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو، وقفت الغابون في لحظة عرفان لمؤسس نهضة البلاد، وكانت هذه الوقفة بلمسة مغربية صرفة لرجل ظل يحمل قيد حياته، وبعد مماته أيضا "صديق المغرب الكبير". الذكرى 47 لحكم عمر بونغو، الذي وافته المنية في يونيو 2009، كانت مناسبة لافتتاح ضريحه، الذي أشرف عليه مهندس مغربي يحمل اسم شفيق القباج. القباج صمم ضريحا لمؤسس نهضة الغابون على شاكلة الضريح الذي دفن فيه ملوك علويين، في مقدمتهم الملك الراحل محمد الخامس ووريث عرشه الحسن الثاني، إلى جانب الأمير مولاي عبد الله. فسيفساء مغربية..وزليج وطلاءات، لدرجة يخال فيه للناظر أن الأمر يتعلق بضريح الرباط. وقد وقف رجال الدولة اليوم، وفي مقدمتهم نجل الرئيس الراحل علي بونغو وزوجته وشخصيات مدنية وعسكرية وسياسية واقتصادية أمام قبر الراحل، الذي صار تراثا حضاريا. ويقع الضريح على مساحة 6500 متر، وينتظر أن يصير مزارا للعموم حال الانتهاء من الأشغال الجارية به في حدود سنة 2015. ويتكون الضريح من ثلاث أجزاء، تعكس شعارات الراحل عمر بونغو خلال فترة حكمه للبلاد، وهي الشجاعة والحكمة والوفاء. الجزء الأول يوجد به قبر الراحل وإلى جانبه مسجد، والثاني قاعة تضم صور تؤرخ لإنجازات مؤسس نهضة الغابون، والثالث يضم متحفا. معلمة الغابون ذات اللمسة المغربية، انكب على إنجازها 1000 عامل من ست دول..هؤلاء اشتغلوا ملايين الساعات من أجل تشييد الضريح الذي سيتحول إلى مزار بعد الانتهاء من أشغاله. الحاج عمر بونغو أونديمبا، ارتقى إلى سدة الرئاسة في جمهورية الغابون -الواقعة في وسط غرب أفريقيا والمطلة على المحيط الأطلسي- ولما يتجاوز 32 من العمر ليكون أحد أصغر حكام أفريقيا، وليصبح بعدها أطولهم عمرا في السلطة. ولد في 30 ديسمبر عام 1935 باسم (ألبرت بيرنارد بونغو) لأسرة ريفية تعمل في الزراعة، ولأب مسيحي ينتمي إلى أقلية "باتيكي" في بلدة ليواي بجنوب شرق الغابون (تغير اسمها لاحقا إلى "بونغوفيلي" احتراما لعمر بانغو الذين عمل على تطوير البلدة). خطا خطواته الأولى نحو الرئاسة عندما حصل على ثقة أول رئيس للغابون بعد الاستقلال ليون مبا الذي عينه مديرا لمكتب الرئيس في عام 1962 عندما كان عمره 27 عاما فقط. تعرض بونغو للاعتقال على يد جنود متمردين انقلبوا على الرئيس ليون مبا وخطفوه في المحاولة الانقلابية الوحيدة في تاريخ البلاد، التي لم تدم سوى يومين، وأنقذت قوات مظلية فرنسية الرئيس المختطف ومدير مكتبه بونغو وأعادتهما إلى السلطة. عقب هذا الحادث، عينه الرئيس مبا في سبتمبر 1965 ممثلا خاصا للرئيس لشؤون الدفاع والتنسيق، ثم أصبح وزيرا للإعلام والسياحة. ومكافأة على ولائه عقب المحاولة الانقلابية عينه الرئيس نائبا له في 12 نوفمبر 1966، وبعد الانتخابات في مارس 1967 استمر في منصب نائب الرئيس الذي ساءت صحته فجأة وتوفي ليخلفه بونغو في الرئاسة ويصبح رابع أصغر رئيس افريقي يتولى سدة الحكم.