عاد الهدوء إلى شوارع مدينة بور جنتي البترولية ،جنوب غرب الغابون، بعد أعمال عنف شهدتها عقب إعلان فوز علي بونغو بالانتخابات الرئاسية, وأوقعت ثلاثة قتلى حسب السلطات. وانتشرت عربات قوات الأمن في شوارع المدينة الخاضعة لحظر للتجول طول ساعات الليل التي لم يسجل خلالها أي حادث منذ اندلاع أعمال الشغب. وشهدت بور جنتي، العاصمة الاقتصادية للمستعمرة الفرنسية السابقة ، عمليات تنظيف واسعة لبقايا سيارات مهشمة وإطارات محروقة من قبل المتظاهرين، أمنها عمال بلديون ومؤسسة خاصة دون مراقبة من قبل قوات الأمن. وعرفت المدينة أعمال شغب بين الثالث والسادس من الشهر الجاري أعقبت الإعلان الرسمي عن فوز علي بونغو( 50 عاما( نجل الراحل عمر بونغو أونديمبا بالرئاسيات أمام المرشحين، بيير مامبوندو ، ووزير الداخلية السابق، أندري مبا أوبامي. وأدى وزير الداخلية ،جون فرنسوا ندونغو، زيارة للمدينة معلنا مقتل ثلاثة أشخاص أثناء الاضطرابات، غير أن عدد الضحايا قد يكون أكبر حسب شهود عيان يصعب تأكيد أقوالهم. وكانت أعمال العنف نالت من رموز لفرنسا ، من بينها قنصلية باريس بالمدينة ، ومؤسسة «توتال» البترولية رغم أن فرنسا -المتهمة من قبل المعارضة بدعم انتخاب علي بونغو- قالت إنه قد وقع تضخيم هذه الأحداث. يذكر أن مرشح المعارضة ,بيير مامبوندو ,عاود الظهور في ليبروفيل ، حيث عقد مؤتمرا صحفيا موحدا للمعارضة. وكان مامبوندو تعرض لإصابات خطيرة حسب حزبه أثناء مشاركته في مظاهرة للمعارضة تلت الإعلان عن النتائج الرسمية للرئاسيات. وكانت وزارة الداخلية أشارت ،قبل هذا ، إلى احتمال فرض حالة الطوارئ , للسيطرة على أعمال العنف التي تلت إعلان فوز علي بونغو بمنصب رئيس الجمهورية ، يوم 30 غشت الماضي. وقال وزير الداخلية ،جان فرانسوا نغوندو، إن الرئيس ورئيس الحكومة لم يصلا بعد إلى مرحلة إعلان الطوارئ في مدينة بورت جنتيل، مضيفا أنه «إذا لم يتم استعادة السلام والنظام ، فسنعمد إلى طلب تفويض من البرلمان لفعل ذلك». يشار إلى أن تلك المدينة النفطية هي مركز البلاد الاقتصادي ومعقل المعارضة , وشهدت معظم أعمال العنف والنهب الواسعة التي استهدفت مصالح فرنسية وأجنبية ودفعت آلاف السكان المدنيين إلى الفرار منها بواسطة القوارب بعد إعلان فوز علي بونغو بالرئاسة. وأعلن فوز بونغو ليخلف في المنصب والده، عمر بونغو، الذي احتفظ بمنصبه 40 عاما ليكون أكثر الحكام الأفارقة بقاء في منصبه إلى حين وفاته في يونيو الماضي. وفيما شهدت العاصمة ,ليبرفيل، أعمال عنف محدودة بعد إعلان فوز بونغو الابن، ما لبثت أن انحسرت, ذكر أحد سكان بورت كونتي أن مجموعات محدودة من المحتجين اشتبكت مع قوات الأمن، لكن مستوى العنف انحسر مقارنة باليومين السابقين. وأضرمت النار في القنصلية الفرنسية، وناد رياضي واجتماعي تملكه شركة «توتال» النفطية الفرنسية العملاقة، وأدت الاضطرابات إلى تعليق رحلات الطيران إلى المدينة. وقال أحد سكان المدينة إن المتاجر جردت من المواد الغذائية والمؤن خلال أعمال العنف بعد إعلان نتيجة الانتخابات ، وتساءل قائلا «ماذا سينهبون؟ لقد نهبوا كل شيء بالفعل». وأشارت صحيفة «الأخبار» اللبنانية إلى أن مصالح ومحلات ومنازل يملكها رجال أعمال لبنانيون تعرضت للنهب، وأن كثيرا من أفراد الأسر المقيمة هنالك محاصرون في منازلهم. ولم يصدر المعارضون أي رد فعل علني على هذه التلميحات، لكن رئيس الوزراء السابق والمرشح الرئاسي المنافس، كاسيمير أويا مبا ,الذي انسحب في اللحظة الأخيرة من السباق، دعا الإجراء حوار سياسي «لإيجاد حل سريع ومجد» لتهدئة الاضطرابات. وكان زعماء بارزون في المعارضة قد أعلنوا أنهم سيتقدمون بطعن قانوني في فوز بونغو الذي حصل على 41.7% من الأصوات حسب الإحصاء الرسمي، بينما لم يحصل أقرب منافسين له إلا على أكثر قليلا من 25%.