دعا رئيس الغابون المنتخب ,علي بونغو, إلى الهدوء في وقت استمرت فيه مصادمات احتجاجا على إعلان فوزه في الانتخابات. وصرح بونغو بأن الهدوء يجب أن يعود لكل أجزاء البلاد، قائلا «نحن دولة قانون ومؤسسات للذين لديهم شكاوى». تصريحات بونغو جاءت بعد حضوره مباراة لكرة القدم جمعت فريق الغابون مع الكاميرون في تصفيات كأس العالم , حيث نشرت قوات الأمن مئات من الجنود ورجال الشرطة في محيط ملعب كرة القدم بالعاصمة ليبرفيل. يأتي ذلك في ثالث أيام الشغب والعنف الذي اجتاح بعض المناطق في الغابون احتجاجا على نتائج الانتخابات والذي أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين. وذكرت وكالة أنباء الغابون أن أعمال عنف وقعت بمدينة بورت جينتي , بغرب البلاد، وقالت إن المحتجين على فوز بونغو أضرموا النيران في مركز تابع للشرطة ومكتب لشركة النفط الفرنسية )توتال(. وقال متحدث باسم الشركة الفرنسية إن الاضطرابات دفعتها إلى تخفيض عدد العاملين التابعين لها في بورت جينتي، المركز الاقتصادي للبلاد، كما علقت عدة شركات جوية رحلاتها إلى المدينة. وأعلن وزير الداخلية والدفاع جيان فرانسوا ندونغو , عن إجراءات أمنية جديدة في محاولة لإعادة الهدوء إلى البلاد، كما فرضت قوات الأمن حظر تجوال بعد أن أضرم المحتجون النيران في أحد السجون وفي القنصلية الفرنسية ببورت جينتي. وكانت المحكمة الدستورية قد أقرت، الجمعة الماضية، فوز علي بونغو بعد حصوله على 41.8% من الأصوات خلفا لوالده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاما. وقد أعلن أبرز منافسيه مرشح حزب« الاتحاد من أجل الشعبش( المعارض)، بيير مامبوندو، ووزير الداخلية السابق أندري مبا أوبامي، رفضهما للنتائج. وتقول المعارضة إن نتائج الانتخابات مزورة، وتتهم فرنسا بدعم نظام الرئيس الراحل. من جهتها اتهمت المعارضة الاشتراكية في فرنسا حكومة بلادها بالتورط في هذه الانتخابات، وقالت إنها كانت طرفا فيها، وقالت زعيمة «الحزب الاشتراكي «, مارتين أوبري , إن بلادها كانت هي «البلد الوحيد الذي اعتبر بونغو فائزا، وكان عليها أن تنتظر المآلات». غير أن الحكومة الفرنسية رفضت هذه الاتهامات، وأوضحت وزارة الخارجية أن «موقف فرنسا واضح، فليس لنا مرشح، ولم يكن لنا أي مرشح».