أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحاج علي بونغو أونديمبا على ضرورة بناء شراكة استراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الغابون الشقيقتين، وأوصيا ، في هذا السياق، بانعقاد الدورة العادية السادسة للجنة المختلطة الكبرى للتعاون خلال السنة الجارية بليبروفيل، والتي سيتم خلالها تحديد معالم هذه الشراكة. وأوضح بيان مشترك صدر في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية الغابون للمغرب من 15 إلى 17 مارس الجاري، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة، أن قائدي البلدين تفضلا بإصدار تعليماتهما السامية لحكومتي البلدين للحفاظ على المكتسبات، بما في ذلك إعادة هيكلة مجلس الأعمال واستكشاف قطاعات جديدة واعدة. وفي ما يلي نص البيان المشترك : "بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، قام فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا، رئيس الجمهورية الغابونية، رئيس الدولة بزيارة رسمية للمملكة المغربية من 15 إلى 17 مارس 2010. وتندرج هذه الزيارة في إطار علاقات الصداقة والأخوة القائمة بين قادة البلدين والشعبين الشقيقين. وقد شكلت هذه الزيارة، التي تندرج في إطار علاقات الصداقة والأخوة القائمة بين رئيسي الدولتين والشعبين الشقيقين مناسبة متميزة لتأكيد الإرادة المشتركة لبناء شراكة ثنائية مثالية تكون نموذجا للتعاون جنوب- جنوب. وقد أجرى قائدا البلدين محادثات رسمية في جو تطبعه الصداقة والأخوة والمودة، حيث تبادلا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. - على الصعيد الثنائي: وعبر صاحب الجلالة وفخامة رئيس الجمهورية عن اعتزازهما بالمستوى الجيد لعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، والتي تم وضع لبناتها على يدي صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الراحل الحاج عمر بونغو أونديمبا. وجدد جلالة الملك لفخامة رئيس الجمهورية تعازيه الحارة ومواساته العميقة إثر وفاة الراحل الحاج عمر بونغو أونديمبا وزوجته الراحلة إيديث لوسي بونغو أونديمبا. كما أشاد جلالة الملك بشخص الرئيس الراحل الذي استطاع بفضل حكمته ونظره السديد أن يجعل من جمهورية الغابون دولة تنعم بالسلم والاستقرار محافظا على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي لبلده. وبفضل الرئيس الراحل، عرف الغابون إنشاء مؤسسات قوية ساهمت في تحقيق الانتقال السياسي في أحسن الظروف وفي جو هادئ. ومن جهة أخرى، جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفخامة الحاج علي بونغو أونديمبا تهانيه الحارة بعد فوزه الكبير في الاستحقاقات الرئاسية السابقة. ونوه جلالته بالإصلاحات التي استهلها الرئيس الغابوني فور توليه رئاسة البلاد والتي تعكس رؤيته الرامية إلى جعل الغابون بلدا واعدا. كما هنأ جلالة الملك محمد السادس فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا بمناسبة انتخاب الغابون عضوا غير دائم بمجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة لمدة سنتين، ابتداء من فاتح يناير 2010. ويشكل هذا الانتخاب تعزيزا للدور الذي يقوم به الغابون لصالح السلم بإفريقيا وفي العالم. ومن جهته، عبر فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا عن دعم بلده لترشيح المملكة المغربية كعضو غير دائم في مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة لفترة 2012-2013 . وعبر فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا عن إعجابه العميق بالإنجازات الرائعة التي حققها المغرب في مختلف المجالات تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقد أكد فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا عزم بلاده على دعم ومواكبة المملكة المغربية في مساعيها الرامية إلى إبرام اتفاق للتبادل الحر مع المجموعة الاقتصادية والنقدية لإفريقيا الوسطى. ونوه قائدا البلدين بالطابع المثالي للتعاون القائم بين البلدين وتدارسا سبل ووسائل توطيده وتنويعه وذلك بهدف إعطاء دفعة جديدة لهذا التعاون في شقيه التجاري والاقتصادي.
وبهذه المناسبة، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة رئيس الجمهورية بإصدار تعليماتهما السامية لحكومتي البلدين للحفاظ على المكتسبات بما في ذلك إعادة هيكلة مجلس الأعمال بحثا عن قطاعات جديدة واعدة. وفي هذا الصدد، أكد قائدا البلدين على ضرورة بناء شراكة إستراتيجية بين البلدين الشقيقين. وفي هذا السياق، أوصيا بانعقاد الدورة العادية السادسة للجنة المختلطة الكبرى للتعاون المغربي الغابوني، خلال السنة الجارية (2010) بليبروفيل. وسيحدد الطرفان خلال هذه الدورة معالم هذه الشراكة الإستراتيجية. ولهذه الغاية، ترأس قائدا البلدين مراسم توقيع اتفاقيات ذات أهمية كبرى في مجالات المعادن والهيدروكاربورات، والطاقة والموارد المائية، والبيئة، والتكوين المهني والسياحة. أما في ما يخص الصحراء المغربية، فقد أطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا على آخر التطورات التي عرفها هذا الملف. وبهذه المناسبة، جدد فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا دعم بلاده القوي والثابت للمغرب، وأكد أن الحل السلمي والدائم لهذا النزاع الجهوي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس المبادرة المغربية القاضية بمنح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في نطاق السيادة والوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية والتي تشكل الطريق الأنسب لإيجاد حل سلمي ودائم لهذا الخلاف. إن هذه المبادرة البناءة والخلاقة تستجيب للمعايير الجاري بها العمل وفقا للشرعية الدولية وتندرج في إطار توصيات مجلس الأمن، التي عبر عن تأييدها الكامل الرئيس علي بونغو أونديمبا. وفي نفس السياق، جدد رئيس الجمهورية موقف بلاده الداعم بقوة، والذي يعتبر الصحراء جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية وسيادتها على هذه الجهة. كما هنأ فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الخطاب الذي ألقاه جلالته بتاريخ 03 يناير 2010 ، معلنا عن إحداث اللجنة الاستشارية للجهوية التي تعتبر إصلاحا مؤسساتيا ومهيكلا، يشكل منعطفا هاما في طرق التدبير والحكامة الترابية للمملكة المغربية وتطورها. على الصعيد الإقليمي: وبعد أن أعرب قائدا البلدين عن انشغالهما العميق للنزاعات المتعددة وبؤر عدم الاستقرار التي تزعزع القارة الإفريقية وعواقبها على السلم والتنمية بها، عبرا عن حرصهما القوي على حل النزاعات عن طريق الحوار والتفاوض والتشاور. وفي هذا الصدد، حث قائدا البلدين المجموعة الدولية على المساهمة أكثر في المجهودات التي تبذلها الدول الإفريقية من أجل الحفاظ على السلم والأمن بالقارة. أما في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة، فقد أكد قائدا البلدين على ضرورة تكثيف التعاون بين الدول الإفريقية. ودعيا المنتظم الدولي إلى اتخاذ التدابير الناجعة لمساعدة القارة الإفريقية على تجاوز مصاعبها التي تفاقمت بفعل الأزمة المالية والاقتصادية، كما دعيا إلى تقوية قدراتها على تحقيق تنميتها من أجل مواجهة المشاكل المرتبطة بالعولمة الاقتصادية. وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الحاج علي بونغو أونديمبا على ضرورة الإسراع في إطلاق شراكة استراتيجية حقيقية بين إفريقيا وأوروبا مبنية على المصالح المتبادلة، والتحديات المشتركة وبناء مستقبل مشترك. ويعتبر قائدا البلدين أن التداخل المتنامي للمصالح الجيو سياسية والأمنية بين القارتين على غرار كثافة المبادلات الاقتصادية والثقافية والإنسانية، يستدعي إرساء قواعد جديدة لشراكة خلاقة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الجيوسياسية لمختلف جهات القارة الإفريقية. وعلاوة على ذلك، أكد قائدا البلدين على أهمية المنتديات الإقليمية في تحقيق أولويات القارة الإفريقية في مجالات متعددة، بما في ذلك محاربة الأمراض، والحصول على الماء الشروب والكهرباء، والاكتفاء الذاتي في التغذية، والنقل والتعليم، والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. من جهة أخرى، أكد قائدا البلدين على أهمية "إعلان الرباط" المعتمد خلال الاجتماع الوزاري للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي (3 و 4 غشت 2009) ، واعتبرا أن هذه المبادرة ترمي إلى تعزيز هوية منطقة المحيط الأطلسي وتساهم في جعلها مجالا جيو سياسيا للحوار، والسلام، والاستقرار والتعاون والتنمية وفق منظور واستراتيجية إفريقية موحدة. كما أكدا على ضرورة مواصلة المؤتمر الوزاري للتعاون في مجال الصيد البحري للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي في دعم التنمية. - على الصعيد الدولي وأكد قائدا البلدين، أيضا، على أن تقوم الحلول السلمية للنزاعات على أساس احترام سيادة الدول واستقلالها السياسي ووحدتها الترابية طبقا لميثاق الأممالمتحدة. كما عبرا عن انشغالهما العميق بالتطورات الأخيرة التي عرفتها الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال مواصلة السياسة الاستعمارية والحصار المفروض على الشعب، الفلسطيني، ودعيا بإلحاح إلى إحياء عملية السلام طبقا للشرعية الدولية والالتزامات والاتفاقات المبرمة بين الأطراف المعنية، وذلك بهدف الوصول إلى حل عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة مستقلة، ذات سيادة وقابلة للحياة، عاصمتها القدس الشريف وكذا انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة. وأشاد قائدا البلدين بالأعمال الرائدة للجنة القدس، التي يترأسها صاحب الجلالة محمد السادس، للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس الشريف وللرمز الذي تمثله كمهد للتسامح والتعايش. وعلى صعيد آخر عبر قائدا البلدين من جديد عن إدانتهما للإرهاب بكل أشكاله والتزامهما الراسخ للعمل، بتعاون مع باقي أفراد المجتمع الدولي، من أجل مكافحة هاته الآفة التي تشكل خطرا على السلام والاستقرار في العالم. وفي هذا السياق، أعرب قائدا البلدين عن استنكارهما ورفضهما للخلط القائم بين الإرهاب والإسلام الذي تدعو قيمه السامية إلى السلم والتسامح والوئام. كما شجب صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الحاج علي بونغو أونديمبا الأعمال التي تقوم بها بعض المنظمات الإرهابية، الرامية إلى تحويل حزام الساحل والصحراء إلى بؤرة للإرهاب، ودعيا إلى المزيد من التنسيق والتشاور بين جميع الدول المجاورة لهذا الحزام من أجل التصدي للإرهاب بشكل أكثر فعالية. وفي ختام زيارته، أعرب فخامة الحاج علي بونغو أونديمبا عن خالص شكره وعميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللحكومة والشعب المغربي للحفاوة البالغة والأخوية التي استقبل بها والوفد المرافق له، ووجه فخامته الدعوة إلى جلالة الملك، للقيام بزيارة رسمية للغابون، وقد قبلها صاحب الجلالة، شاكرا، على أن يتم تحديد موعدها، باتفاق ، عبر القنوات الدبلوملسية. وحرر بطنجة بتاريخ 16 مارس 2010 "